استأنفت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا أمس الخميس محاكمة المتهمين التسعة في حادث تفجير مقهى أرڭانة بمراكش، الذي خلف مقتل 17 مواطنا مغربيا وأجنبيا وإصابة 21 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة. وخصصت جلسة أمس الخميس للاستماع للدفوع الشكلية، وتابع أطوار جلسة الأمس, الثالثة منذ انطلاق محاكمة المتهمين, وفد رسمي فرنسي وعدد من عائلات الضحايا الفرنسيين الذين بلغ عددهم 30 شخصا رفعوا صور الضحايا داخل قاعة المحكمة، إلى جانب عائلات المتهمين الذين سمح لهم بحضور المحاكمة، حيث رفعوا شعارات تطالب بإطلاق سراح ذويهم، كما عرفت جلسة أمس مواكبة إعلامية مهمة وطنية ودولية. واعتبرت هيئة المحكمة أن الملف أصبح جاهزا، رغم تخلف عدد من محامي المتهمين عن الحضور، فيما قامت المحكمة بتعيين عدد من المحامين في إطار المساعدة القضائية، وكان دفاع المتابعين تقدم في بداية الجلسة الصباحية, بطلبات أولية تهم استدعاء الشهود والمطالبين بالحق المدني, وبتعيين خبير مختص في المواد المتفجرة وذلك من أجل ضمان محاكمة عادلة, وهي الطلبات التي قررت المحكمة، بالنسبة للطلب الأول إرجاءه إلى حين مناقشة الملف, فيما قررت بالنسبة للطلب الثاني, قبوله شكلا ورفضه موضوعا. وفي مداخلته أكد نائب وكيل الملك، أن قاضي التحقيق سبق له الإستماع إلى الضحايا الذي اعتبروا بمثابة شهود، كما طالب بالاكتفاء بمحاضر الضابطة القضائية، خصوصا أن الشهود سبق أن أدوا اليمين أمام قاضي التحقيق. ويتابع في هذا الملف تسعة متهمين من أجل تهم " تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص وعلى سلامتهم, وصنع ونقل واستعمال المتفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي، يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها " كل حسب المنسوب إليه. ومن المتوقع أن تكون جلسات المحاكمة قد تواصلت مساء أمس الخميس من خلال مواصلة الاستماع للدفوع الشكلية، بحضور محامو المطالبين بالحق المدني. فيما لم تشهد الجلسة الصباحية أي توتر حيث اكتفت عائلات الضحايا برفع صور ذويها والمطالبة بالإفراج عنهم، كما رفعت عائلات الضحايا صور أقاربها وطالبت بالقصاص من المتسببين في هذه الأحداث الإرهابية. للإشارة فقد حاول شقيق أحد المتهمين الحديث إلى أقرباء الضحايا، ليؤكد لهم أن شقيقه بريء مما نسب إليه، وأن الملف مفبرك لكن عائلات الضحايا رفضوا الاستماع إليه، وأفهموه أن المحاكمة تجري أطوارها داخل المحكمة وليس خارجها. يذكر أن مقهى " أرڭانة" بساحة " جامع الفنا" بمراكش تعرضت يوم 28 أبريل الماضي لاعتداء إرهابي خلف مقتل 17 مواطنا مغربيا وأجنبيا وإصابة 21 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة.