أشاد صناع الرأي وخبراء أمريكيون، يتمتعون بصيت دولي، بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي يعد "مدافعا قويا عن حقوق الفلسطينيين" و"صوت الحكمة، الذي لم يذخر جهدا في مضاعفة المبادرات لمد جسور التوافق والتقارب بين طرفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني". وأكد يوناه ألكسندر، العضو البارز بمجموعة التفكير الأمريكية، بوتوماك إنستيتيوت، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعترف بالدور الريادي والمتبصر لجلالة الملك، وبالدور المركزي الذي يضطلع به على الصعيد الدولي، والمصداقية التي يتمتع بها لدى طرفي النزاع". وقال هذا الخبير الأمريكي إن جلالة الملك "يمثل نموذجا استثنائيا بالنظر إلى رؤيته التي ترتكز على مبادئ الاعتدال والاهتمام بالآخر"، مضيفا أن الأمر يتعلق هنا "بصوت فريد في العالم العربي الإسلامي يعمل على إرساء قواعد التفاهم والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وجدد ألكسندر التأكيد على أن "جلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، يتمتع بمصداقية كبيرة لدى أطراف النزاع، وهو ما سيكون له تأثير مؤكد في الجهود الرامية إلى تعزيز التوافق". وبالنسبة لجيمس جونز، المستشار السابق للرئيس أوباما في الأمن القومي، فإن "المغرب يتماشى تماما مع الرؤية الأمريكية للمنطقة، قوي بمؤهلاته، ومن بينها المكانة الدولية لجلالة الملك والاحترام الذي يحظى به لدى مختلف الأطراف في النزاع الإسرائيلي بصفته رئيسا للجنة القدس، والتي تعتبر تحالفا واسعا يضم البلدان العربية والإسلامية، والتي عبر من خلالها جلالة الملك على الدوام عن دفاعه المستميت عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين". وقد أنشئت لجنة القدس في سنة 1975 بمبادرة من منظمة التعاون الإسلامي ويترأسها منذ سنة 1979 ملك المغرب. وتعمل بتنسيق وثيق مع مختلف المحافل الدولية المعنية، وتعمل باستمرار على الاتصال بالفاعلين الدوليين الذين يمكنهم المساعدة على إنقاذ المدينة. وفي سياق هذه المهمة النبيلة، أقام المغرب وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تسهر على دعم مقاومة المقدسيين عن طريق إقامة مشاريع في مجالات الصحة والتربية والسكن، وكذا تعبئة الموارد المالية الضرورية لهذا الغرض. وذكر جيمس جونز، في دراسة نشرتها مؤخرا صحيفة (دو هيل) التي يصدرها الكونغرس، بأن "المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، جد جلالة الملك محمد السادس، كان قد أعرب عن موقف تاريخي عز نظيره حينما وضع تحت جناحه الحامي حوالي 265 ألف مغربي يهودي الديانة في مقاومته للنازية وقوانين فيشي السيئة الذكر". من جهة أخرى، أكد أنه بفضل القيادة المتبصرة لجلالة الملك "توجت جهود المملكة بالنجاح في ما يخص النهوض بقيم التسامح والاعتدال من خلال إطلاق دينامية إصلاحات جوهرية داخلية تشكل نموذجا بالنسبة لباقي الدول العربية وبمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". أما دوف زاكهايم، الذي عمل كمساعد لوزير الدفاع الأمريكي من 2011 إلى 2004، وكمنسق مدني بالبنتاغون لإعادة إعمار أفغانستان من 2002 إلى 2004، فقد نوه بالدور الطلائعي الذي يضطلع به جلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس. وأكد عضو مجلس إدارة مجلة (ناشيونال إنتيرست) أن "الدور المركزي الذي يضطلع به جلالة الملك على الصعيد الدولي يجعله في موقع فريد يمكن أن يساعد طرفي النزاع من أجل التوصل إلى توافق حول الوضع النهائي لمدينة القدس الشريف، التي تظل حجر عثرة أمام أي اتفاق شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين". ومن جهته، اعتبر بيتر فام، العضو البارز بأطلانتيك كاونسيل، ومدير أفريكا سانتر، أن المغرب يوجد في وضع فريد باعتباره ميسرا لعملية السلام، وذلك بفضل المصداقية التي تتمتع بها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك". وأضاف فام أن المغرب "يعد البلد الوحيد بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي اعترف، حسب علمي، بالتراث العبري كأحد الروافد المتعددة للهوية المغربية، إلى جانب باقي مكوناتها العربية والبربرية والأندلسية والإفريقية". وأكد أن المغرب، من خلال موقعه الجغرافي وانخراطه التاريخي في جهود تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي كشف "عن حسن نية كميسر للسلام صادق ومنخرط بشكل تام في جهود السلام بالشرق الأوسط". فؤاد عارف