أحيانا كثيرة تجد خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعبد الحميد أمين، الرئيس الأسبق، نفسيهما في عطالة نضالية، حيث يُصابان بأمراض نفسية في حالة عدم وجود أي خرجة أو وقفة أو مسيرة، وبالتالي وجدوا في قضية اعتقال علي أنوزلا مدير موقع لكم بتهمة نشر فيديو منسوب لتنظيم القاعدة يحرض على العنف والقتل، فرصة جديدة أو بلغة الشغل والخدمة "بريكول" يشتغلون عليه بضعة أيام، ولكل "بريكول" ثمنه. فقد خرجت الرياضي وأمين في وقفة للتضامن مع علي أنوزلا وتجمع حولهم بضعة أشخاص لا يتجاوز عددهم الخمسين. وتكررت نفس الوجوه يتقدمهم الشيخ عبد الحميد أمين الذي لا تخلو منه وقفة في الشارع حتى لو جهل مضمونها وموضوعها، والذي يتقدم إلى الأمام كي يدلي بالتصريحات إلى القنوات التلفزية "التي يموت فيها" ولولاها ما خرج للشارع، بل يصاب بالسعار إذا ما تم الاهتمام بالآخرين دونه وأصبح "الرفاق" يقدمونه حتى لا يصاب بالنكسة. وخرج معه بضعة شباب من بقايا حركة 20 فبراير ومجموعة من المراهقين الذين تحول لديهم النضال إلى "قصارة" وتزجية للوقت. والمثير في هذه الوقفة هو عنوانها. التضامن مع علي أنوزلا. ويأتي نشر علي أنوزلا لهذا الشريط في مخالفة صريحة لأخلاق المهنة، ومخالفة صريحة للقوانين الجاري بها العمل، حيث يمنع منعا كليا الإشادة بالإرهاب أو التحريض على العنف، وهذا ما لم يلتزم به علي أنوزلا الذي انفرد بنشر فيديو منسوب للقاعدة في المغرب الإسلامي يدعو للقتل والفتنة، وذلك في تواطؤ مكشوف مع أعداء المغرب والذين يتربصون به الدوائر من لوبيات إسبانيا المغرضة وعلى رأسهم الصحافي سمبريرو الذي أحال علي أنوزلا على رابطه حيث نشر الفيديو مع توضيحات بالإسبانية، ومن مخابرات جزائرية توظفه لمصلحتها وكذلك عناصر البوليساريو. ومادام علي أنوزلا لم يعد له موطئ قدم في أي مكان ولم تعد الجهات التي تشغله تغدق عليه بما يغطي مصاريف نزواته، فإن علي أنوزلا أطلق آخر أسلحته ألا وهو نشر بيانات القاعدة وفيديوهاتها المحرضة على القتل، وذلك بعد أن مارس الدعوة للفوضى وسب وشتم رموز الدولة ومؤسساتها. فهذا هو علي أنوزلا الذي تريدون الدفاع عنه وباسمه تخرجون للشارع. فاليوم نحن في منعطف مفصلي وتاريخي كي نحدد هل نحن ديمقراطيون ومع تطبيق القوانين أو إننا لا يهمنا البلد واستقراره وبالتالي يصبح الدفاع عن الإرهاب والتحريض عليه مجرد رأي وحرية تعبير؟ ابحثوا لكم عن عنوان آخر تخرجون تحت ظله للشارع، أما إذا تحول النضال إلى حرفة فإنه سيحرقكم أولا قبل غيركم.