دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الثلاثاء في القاهرة القيادة السورية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل. كما أرجأ الوزراء إرسال وفد إلى دمشق لحين الاستجابة لهذه الدعوة. وقال الوزراء في بيان إن وقف العنف يتطلب من القيادة السورية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط أثناء زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إليها السبت الماضي، وخاصة ما يتعلق بوقف أعمال العنف بكافة أشكاله وإزالة أي مظاهر مسلحة، والعمل على تنفيذ ما جرى إقراره من إصلاحات. كما أكد البيان ضرورة إجراء حوار وطني في البلاد يضمن المشاركة الفعالة لجميع قوى المعارضة السورية بكافة أطيافها من أجل إحداث عملية التغيير والإصلاح السياسي المنشود تلبية لتطلعات الشعب السوري. وأشار البيان إلى أنه جرى التداول في مختلف الأبعاد المتصلة بالأزمة في سوريا وسبل مساهمة الجامعة العربية في معالجتها، بما يضمن تطلعات الشعب السوري وأمن سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها ومنع التدخلات الخارجية. وقال إن مجلس وزراء العرب خلص إلى التعبير مجددا عن بالغ قلقه من استمرار أعمال العنف وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من المواطنين، موضحا أنه سيتم إيفاد وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة للجامعة العربية للقيام بالمهمة الموكلة إليه بهدف وقف إطلاق النار وكافة أعمال العنف. ولم يرد بالبيان ذكر لمشروع قرار وزع في الاجتماع يرفض العقوبات التي فرضتها واشنطن من جانب واحد على دمشق. ملفات أخرى أما في ما يتعلق بالوضع في البحرين، جدد مجلس الجامعة التزامه بدعم استقرار وأمن مملكة البحرين وتأييده ومساندته لما سماها الخطوات الحكيمة التي اتخذها الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد. وأشاد المجلس بالانتخابات التي ستجرى أواخر الشهر الجاري والتي من شأنها الإسهام في دفع وتعزيز مسيرة الإصلاح والتقدم، وبالنتائج الإيجابية لحوار التوافق الوطني، وبمبادرة البحرين إلى تشكيل اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق، لكشف حقيقة الأحداث التي مرت بها المملكة مؤخرا. وبشأن العلاقات مع إيران، عبر الوزراء العرب عن القلق الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسؤولين الإيرانيين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف البيان أن هذه التصريحات تعد إخلالا بقواعد حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا). ودعا الوزراء إيران إلى وقف هذه التصريحات والحملات الإعلامية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين الجانبين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. لقاءات جانبية على هامش الاجتماع (الأوروبية) الهدنة أولا وفي مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع قال العربي إن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على إيفاد وفد من الجامعة العربية، ولكن المجلس الوزاري للجامعة ارتأى أن يتم وقف إطلاق النار قبل أن يذهب الوفد. وقال العربي إن جميع الدول العربية تؤيد الخطوة الفلسطينية نحو الاعتراف بدولة فلسطين في الأممالمتحدة، مضيفا أنه يُتوقع أن تجد هذه الخطوة تأييدا قويا في المنظمة الدولية. من جهته قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزراي للجامعة، إن آلة القتل يجب أن تتوقف في سوريا، وأكد أن "الجيش لا بد أن ينسحب من المدن". وأضاف أنه لا يمكن قبول أن يقتل الناس بهذه الطريقة، لذلك قرر الوزراء أنه لابد من وقف إطلاق النار قبل إيفاد وفد من الجامعة إلى سوريا. غياب المعلم وكانت اجتماعات الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية قد بدأت أعمالها ظهر الثلاثاء على مستوى وزراء الخارجية العرب. وحضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاجتماع، بينما غاب عنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وفي كلمته أمام الاجتماع شدد رئيس الوزراء القطري على أهمية وقف إراقة الدماء في سوريا وتبني الحوار وسيلة للتوصل إلى حل، مؤكدا حرص الجامعة على أمن واستقرار ووحدة سوريا. من جهته أقر العربي بأن الجامعة أصبحت عاجزة عن التعامل مع أزمات عربية، مشيرا إلى أن بعض الدول العربية تفضل اللجوء إلى أطر دولية بدلا من اللجوء إلى الجامعة، واعتبر أن ثقافة عدم التزام الدول العربية بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه يستحق وقفة. وقال العربي إن هناك مسافة كبيرة بين ما حققته الجامعة وما تصبو إليه الشعوب العربية، مضيفا أن المواطن العربي يتساءل عن أي إنجازات ملموسة حققتها الجامعة. وأكد أهمية التحلي بالجرأة واقتناص الظروف الحالية في التعامل مع القضايا العربية، وقال إنه سيجري مشاورات مع مستقلين لإعادة هيكلة الجامعة وتطويرها. أردوغان أدان من يقمعون بالقوة مطالب شعوبهم المشروعة (الأوروبية) كلمة أردوغان أما أردوغان فوصف في كلمته أمام الاجتماع العلاقات العربية التركية بأنها تمر بمرحلة تحول تاريخية، وأدان من يقمعون بالقوة المطالب المشروعة لشعوبهم ودعاهم إلى عدم التأخر في إجراء الإصلاحات المنشودة، وأكد أن الوقت حان لرفع علم فلسطين في الأممالمتحدة. ودعا أردوغان إلى أن يكون شعار دول المنطقة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لتحقيق طموحات الشعوب، مشددا على ضرورة ألا تقابل هذه الدول المطالب المشروعة لشعوبها بالدم واستخدام القوة، ومشيرا إلى أن مسيرة صعبة تنتظر المنطقة ويتعين الحذر من جهات تحاول عرقلتها. وحيا أردوغان قرار جامعة الدول العربية قبول المجلس الانتقالي الليبي ممثلا للشعب الليبي. وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني دعا أردوغان إلى دعم الطلب الذي سيتقدم به الفلسطينيون للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، وقال إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس خيارا بل واجبا، وأدان السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. مظاهرة وبينما كان الوزراء العرب يعقدون اجتماعهم، تظاهر مئات من السوريين المقيمين بالقاهرة تنديداً بالأوضاع التي تشهدها سوريا حالياً وبأعمال القتل والتدمير التي ترتكبها السلطات هناك. وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس السوري والجامعة العربية لصمتها إزاء ما قالوا إنه يُرتكب بحق الشعب السوري المطالب بالحرية والديمقراطية.كما انضم عشرات النشطاء السياسيين والحقوقيين اليمنيين والمصريين إلى جانب السوريين، مردّدين أغنية "ارحل يا بشار" للمطرب السوري إبراهيم قاشوش الذي عُثر عليه مقتولاً في محافظة حماة السورية في يوليو/تموز الماضي