قال مصدر موثوق إن عدد المتعلمين في سلك تعليم البعثة الفرنسية بالمغرب (لاميسيون فرانسيز)، بلغ عند حدود أمس الإثنين -موعد الدخول المدرسي- إلى 25 ألف متعلم، مسجلين بأقسام هذا النوع الدراسي من الروض إلى قسم الباكالوريا. وأضاف ذات المصدر أن التلاميذ والطلبة المغاربة يمثلون نصف هذا العدد من المتعلمين من نظام البعثة الفرنسية بالمغرب وبالضبط 12 ألف وثلاثمائة متعلم ومتعلمة. وحسب مصلحة التعاون والنشاط الثقافي بالسفارة الفرنسية فإن واحدا وثلاثين مؤسسة تعليمية للبعثة الفرنسية توجد بالمغرب، تم تدشين إحداها أواسط الموسم الدراسي المنصرم، وهي مؤسسات تعتمد في مناهجها التربوية والتعليمية وبرامجها على المناهج والبرامج المعتمدة من طرف مؤسسات التعليم العمومي في فرنسا. ويعتبر المغرب حسب نفس المصدر، الأول عالميا في انتهاج نظام التعليم عن طريق البعثة الفرنسية، متقدما على لبنان وتونس ومدغشقر وبلدان أخرى كانت مستعمرات فرنسية. ويتوقع أن يعرف انتشار تعليم البعثة الفرنسية ارتفاعا كبيرا في أواسط العقد الثاني من القرن الحالي (متم 2015) خصوصا مع الإقبال الكبير للمغاربة على هذا النوع من التعليم، علما أن عدد المستفيدين المغاربة من هذا النظام الدراسي يشكلون 49٪ مقابل 51٪ فقط من المستفيدين من أبناء الفرنسيين والأوروبيين المقيمين بالمغرب. وتأتي البعثة الإسبانية في المرتبة الثانية من التعليم الأجنبي بالمغرب فيما يأتي نظام التعليم بالبعثة الإنجليزية والألمانية في المرتبة الثالثة. ووفق المصلحة المذكورة فإن ثلاثة وعشرين مؤسسة تعليمية للبعثة الفرنسية من أصل الواحدة والثلاثين، يتم تسييرها وتدبيرها من طرف »وكالة التعليم الفرنسي بالخارج« ، فيما يتم تسيير وتدبير شؤون مؤسسات تعليم البعثة الفرنسية الثمانية المتبقية من طرف »المكتب المدرسي والجامعي الدولي« . وتنضاف إلى الواحد والثلاثين مؤسسة تعليمية للبعثة الفرنسية بالمغرب مؤسسات تعليمية مغربية تحمل طابع البعثة الفرنسية؛ منها سبع مؤسسات تعليمية بالدار البيضاء وأخريات بباقي مدن المملكة، وهي مؤسسات تباشر نفس البرامج وتسير وفق مناهج التعليم الفرنسي العمومي المعمول به في مدارس البعثة الفرنسية بالمغرب، وهي مرخص لها من طرف وزارة التربية الوطنية المغربية ومصادق لها على برامجها، وذلك بتعاون مع السلطات الدراسية الفرنسية في شخص اللجنة الوطنية الفرنسية للمصادقة. ويعرف تعليم »البعثة الفرنسية« بالمغرب إيقاعا مرتفعا من الإقبال سنة بعد أخرى من طرف المغاربة. وتربط مصلحة التعاون والنشاط الثقافي الفرنسي إقبال المغاربة على تعليم البعثة الفرنسية بالمغرب باقتناع أولياء وآباء المريدين بنجاعة قواعد ومناهج التدبير من طرف السلطات الفرنسية، وهي القواعد والمناهج المرتبطة بالقيمة البيداغوجية والدراسية الفرنسية في العالم أولا، وبالصرامة الإدارية المتمثلة في المراقبة والتفتيش والحرص على التكوين السليم ناهيك عن اعتماد تعليم اللغة العربية في هذه المدارس والمؤسسات. ومعلوم أن التعليم الفرنسي عن طريق نظام البعثة تم اعتماده مع عهد الحماية في 1912 لصالح الأطفال البالغين سن التمدرس من أبناء الجالية الفرنسية بالمغرب، غير أن أبناء العديد من الوجهاء والأعيان وكبار الموظفين استفادوا من تعليم أبنائهم في إطار هذا النظام الدراسي، وقد عرف هذا التعليم انخفاضا نسبيا مع حصول المغرب على الاستقلال إلا أنه عاد إلى الانتشار مع بداية عقد ثمانينيات القرن الماضي تحت إلحاح العديد من المغاربة، الذين آمنوا بنجاعة هذا النوع الدراسي من التعليم وفائدته العميمة وتحت إصرار العديد من أبناء الجالية المقيمة بالمغرب وعائلات متآلفة بالزواج المختلط.محمد عفري