اشتد التوتر الثلاثاء بين باكستانوالولاياتالمتحدة بعد الجدل بشأن اتهامات بوجود تواطؤ مع زعيم القاعدة والتحرك "الاحادي" الاميركي على الاراضي الباكستانية. وقد طالب البيت الابيض الاحد بان يتمكن الاميركيون من استجواب ثلاث زوجات لاسامة بن لادن موقوفات لدى الباكستانيين منذ الغارة التي شنتها قوات خاصة اميركية وقتلت خلالها زعيم القاعدة في ابوت اباد المدينة الحامية حيث كان يختبىء على مسافة غير بعيدة من العاصمة الباكستانية. ومساء الاثنين صرح مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته ان الولاياتالمتحدة "تنتظر السماح لها قريبا بالوصول" الى النساء الثلاث اللواتي اصيبت احداهن اثناء الغارة, بهدف استجوابهن. لكن وزارة الخارجية الباكستانية اكدت اليوم الثلاثاء "انها لم تتلق اي طلب رسمي من الولاياتالمتحدة" في هذا الصدد. وقال مسؤول عسكري باكستاني طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس "لم يتخذ اي قرار في الوقت الحاضر" للسماح ام لا بوصول المحققين الاميركيين الى زوجات بن لادن. واضاف "ان العائلة تلقت العناية. وهم في الحبس الاحتياطي". ويرافق الزوجات الثلاث 13 ولدا وحفيدا لزعيم القاعدة. ويبدو من ذلك ان خلافا جديدا يلوح في الافق في الوقت الذي تسممت فيه العلاقات بين البلدين الحليفين رسميا في الحرب على الارهاب منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وكان الرئيس باراك اوباما طلب الاحد من اسلام اباد الاسراع في اجراء تحقيق حول "الدعم" الذي قد يكون حظي به بن لادن في باكستان. حتى ان اوباما اصدر امرا, كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الثلاثاء, بان يكون الفريق الذي ارسل لتنفيذ العملية في منزل اسامة بن لادن كبيرا بما فيه الكفاية لكي يتمكن من مواجهة القوات الباكستانية في حال قامت باي رد عسكري. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي كبير قوله "بسبب صعوباتنا الحالية مع باكستان, لم يشأ الرئيس المجازفة باي شيء". ولم يتم ابلاغ باكستان بالعملية تخوفا من حصول تسريبات بحسب واشنطن. والاثنين وصف رئيس الحكومة الباكستانية في كلمة امام النواب بعد اسبوع من الغارة الاتهامات بوجود تواطؤ رسمي في الجيش او اجهزة الاستخبارات النافذة بانها "سخيفة", لكنه اعلن في الوقت نفسه عن اجراء تحقيق ل"نكشف بكل السبل الممكنة متى ولماذا كان اسامة بن لادن في ابوت اباد" المدينة الحامية التي عاش فيها المطلوب الاول في العالم لسنوات على ما يبدو, على مسافة ساعتين برا من العاصمة الباكستانية. وذكر بان باكستان تتعرض منذ 2007 لحملة اعتداءات اوقعت حوالى 4300 قتيل قادها "تنظيم القاعدة وحلفاؤه" لمعاقبتها على مشاركتها في الحرب على الارهاب الى جانب واشنطن. واليوم الثلاثاء قتل شرطيان احدهما امراة واصيب ستة اشخاص بجروح في انفجار قنبلة امام محكمة في شمال غرب باكستان ليس بعيدا عن المناطق القبلية معقل طالبان والقاعدة. وقامت واشنطن الثلاثاء بهجوم جديد لطائرات بدون طيار في هذه المنطقة ما ادى الى مقتل اربعة متمردين اسلاميين بحسب مسؤولين عسكريين باكستانيين.وهذه الحملة لضربات الطائرات بدون طيار لا تحظى باي تأييد شعبي في باكستان, والسلطات في اسلام اباد المتهمة بالسماح بها, تحتج بشكل منتظم على هذه التحركات "الاحادية الجانب". وهو وصف استخدمه جيلاني ايضا لانتقاد الغارة على بن لادن. ورد المتحدث باسم البيت الابيض بقوله "لن نعتذر عن التدابير التي اتخذها الرئيس (اوباما)", واصفا العلاقة مع باكستان ب"المعقدة" لكنها "مهمة". وفي مؤشر الى تدهور العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن, كشفت العديد من وسائل الاعلام الباكستانية في الايام الاخيرة اسم شخص قيل انه مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في باكستان. وتحاط هوية عملاء سي آي ايه بالسرية, والشكوك بشأن مصدر التسريبات تتوجه الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية. الى ذلك اعلن موقع سايت الاميركي المختص بمراقبة المواقع والمنتديات الاسلامية الجهادية الثلاثاء ان احد ابناء زعيم القاعدة اسامة بن لادن يحمل الرئيس الاميركي باراك اوباما "شخصيا مسؤولية توضيح" مصير والده. وافاد سايت نقلا عن موقع "ابو وليد المصري مستشار القاعدة", ان عمر بن لادن وجه رسالة الاحد الماضي تندد ب"ابادة اسرة كاملة مسالمة (...) ومع ذلك فان الرئيس الاميركي او ادارته لم يقدموا اي دليل يثبت ذلك الادعاء البشع". واضاف "سارعوا الى التخلص من الجثة المدعاة. نحمل الرئيس اوباما شخصيا المسؤولية القانونية تجاه توضيح مصير والدنا فليس من المقبول ان يتم التخلص من رجل على هذا القدر والمكانة بين قومه والقاء جثته في البحر بذلك الاسلوب المستهتر والمهين لاسرته ومحبيه الذي يتحدى المشاعر الدينية لمئات ملايين المسلمين". وختمت الرسالة "نحتفظ بحقنا كاولاد اسامة بن لادن بمتابعة تلك الجريمة عبر القضاء الاميركي والدولي من اجل تحديد المصير الحقيقي لوالدنا المختفي".