بات المهاجم الدولي المغربي عادل تاعرابت, الذي لم يتجاوز الواحد وعشرين ربيعا, حديث الساعة داخل الأوساط المتخصصة في كرة القدم الإنجليزية التي أصبح أحد أبرز نجومها لاسيما على المستوى التقني. فبعد بداية صعبة مع فريق توتنهام, الذي التحق به, وهو في سن 17 سنة, وجد عادل تاعرابت الذي تكون في نادي لانس الفرنسي, في فريق كوينز بارك رانجرز (غرب لندن) ضالته والبيئة الجيدة والملائمة لإبراز كل مهاراته. ويعتبر عادل تاعرابت, الذي يتوفر على مهارات تقنية عالية والمكد والمجد في تداريبه والمنتظم في مردوديته, أحد أبرز ركائز فريق كوينز بارك رينجرز, الذي لم يخف مدربه نيل وارنوك حقيقة أنه يبني فريقه من حوله . وأصبح عنصر الثقة, الذي يتمتع به اللاعب المغربي, قوة ضاربة لفريق كوينز بارك رينجرز, الذي يمر في الآونة الأخيرة بإحدى أزهى فترات تاريخه ما جعل حلمه وطموحه في العودة مع نهاية الموسم إلى قسم الصفوة يكبر مع توالي الدورات. وبعد مرور 29 دورة, يحتل فريق كوينز بارك رينجرز المركز الأول في بطولة القسم الثاني ضمن الدوري الإنجليزي برصيد 56 نقطة بخمس نقاط أمام مطارده المباشر فريق نورويتش (51 نقطة). ويعي المسؤولين عن نادي كوينز بارك رينجرز جيدا الدور الكبير والهام الذي يلعبه عادل تاعرابت لضمان عودة الفريق إلى دوري القسم الممتاز. وحسب المدرب وارنوك, فإن المهاجم الدولي المغربي يقوم بأكثر من دور داخل المجموعة . فهو صانع ألعاب متميز وسقاء من الدرجة الأولى ضمن فريق ما فتىء يعمل على تعميق الفارق في أفق ضمان الصعود إلى قسم الأضواء. وأفلح تاعرابت خلال ال29 مباراة في تسجيل 14 هدفا آخرها هذا الأسبوع في مرمى فريق بورتسموث ليحتل بذلك المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد فقط خلف اللاعبين بوترويد (كارديف) وغراهام (واتفورد). وشدد مسيرو فريق كوينز بارك رينجرز على أن اللاعب الدولي المغربي لا يوقع الأهداف فقط وإنما يسهام في تقديم الفرجة وجلب الفرحة في نهاية كل أسبوع إلى قلوب جمهور النادي الذي يتجشم مشاق التنقل ليتمتع عن قرب بالعروض الممتعة والمؤهلات التقنية التي يمتاز بها هذا النجم الواعد الذي يجعل مدرجات الملعب تهتز مع كل حركة يقوم بها. وبفضل ملكاته التقنية ومراوغاته الرائعة والخطيرة , نجح تاعرابت بشكل كبير في فرض ذاته على كرة القدم الإنجليزية التي تعتمد بالأساس على الاندفاع البدني, كما أنه يمتاز بتسديداته القوية والمركزة والتي غالبا ما تثمر أهدافا حاسمة كان آخرها الأسبوع الماضي في مرمى فريق بورتسموث من على بعد 25 مترا. وغالبا ما يحظى نجم من هذا العيار في بلد تحتل فيه الرياضة مكانة بارزة بتغطية إعلامية من هذا القبيل حيث قد لا يخلو أسبوع دون أن تنقل الصحف اللندنية المتخصصة أنباء حول الاهتمام الذي توليه أكبر الأندية الإنجليزية والأوروبية لعادل تاعرابت وسعيه إلى ضمه إلى صفوفها. ويتنافس "الرباعي الكبير" مانشستر يونايتد وتشيلسي وأرسنال وليفربول من أجل الاستفادة من خدمات هذه الجوهرة المغربية, التي تشبهها الصحافة المحلية بنجم كرة القدم الفرنسية السابق زين الدين زيدان. وأشار أحد المعلقين الرياضيين الإنجليز, في مقال سابق,إلى أن عادل تاعرابت يعتبر بدون منازع الأفضل تقنيا في إنجلترا بعد مغادرة البرتغالي كريستيانو رونالدو المهاجم السابق لفريق مانشستر يونايتد والحالي لريال مدريد. وحسب الصحافة الإنجليزية فإن أليكس فيرغسون, المدرب القدير لفريق مانشستر يونايتد, يعمل بكل الوسائل على ضم اللاعب المغربي إلى ملعب "أولترفورد" لملء الفراغ الذي تركه رحيل رونالدو إلى الفريق الملكي . وقال عادل تاعرابت, الذي يبقى طموحا مثل أي لاعب من عمره وحجمه, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, إن "هدفي الأول هذا الموسم هو الإسهام في صعود فريقي إلى القسم الإنجليزي الممتاز" ونفى تاعرابت المعلومات التي تداولتها بعض الصحف البريطانية عن اتصالات مع مانشستر يونايتد قائلا إنه مايزال مرتبطا بعقد لأكثر من عامين مع فريق كوينز بارك رانجرز, وبالتالي فأنه يرجئ أي مناقشة حول مستقبله حتى نهاية الموسم الحالي. "متشبث ببلده الأم وفخور بارتداء قميص أسود الأطلس" . وعبر عادل تاعرابت عن سعادته بالعودة إلى صفوف أسود الأطلس من خلال المباراة الودية المرتقبة ضد منتخب النيجر يوم 9 فبراير الجاري بالملعب الجديد لمراكش وقال " إن حمل القميص الوطني يبقى شرفا كبيرا لا نظير له " . وأضاف عادل, الذي كان قد دافع عن ألوان منتخب فرنسا للشبان قبل أن يختار رسميا ونهائيا اللعب في صفوف منتخب المغرب, بلده الأصلي وهو الاختيار الذي وصفه بأنه "اختيار القلب. " وأكد تاعرابت أن "المغرب كان وسيظل دائما في قلبي", مشيرا إلى أنه مصمم على بذل مزيد من الجده حتى يكون عند حسن ظن الجمهور المغربي, الذي استقبله بحرارة في أول مبارة له مع أسود الأطلس . ونفى تاعرابت بالمناسبة جملة وتفصيلا "المعلومات الكاذبة " التي روجتها بعض وسائل الاعلام حول " اعتزاله اللعب دوليا " . وقال "أنا لم أقل ذلك قبل أن يتساءل "كيف يمكن للاعب شاب في مقتبل العمر أن يفكر في اعتزال اللعب دوليا" . وأعرب عن ثقته في أن المنتخب الوطني الحالي, الذي يقوده حاليا البلجيكي إريك غيريتس ", المشهود له بالدراية والكفاءة والخبرة الواسعة," قادر على تلميع صورة كرة القدم المغربية واستعادة مجدها . وأبرز أن المنتخب الوطني "يتكون من لاعبين موهوبين, قادرين على تبويء كرة القدم المغربية المكانة اللائقة بها على الصعيدين القاري والدولي ". — المباراة ضد الجزائر ستكون انطلاقة جيل بأكمله : ويرى تاعرابت أن المباراة التي ستجمع بين الفريقين الوطنيين المغربي والجزائري يوم 27 مارس المقبل في الجزائر برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 "يمكن أن تشكل الإنطلاقة الفعلية بالنسبة للجيل الذي يشكل حاليا العمود الفقري لأسود الأطلس . وقال "إن تحقيق نتيجة إيجابية ستكون حافزا قويا للفريق الوطني على درب التأهل لنهائيات المونديال الإفريقي "مبرزا أنه على غرار باقي اللاعبين يدرك تمام الإدراك عظمة الرهان . وتابع "أسود الأطلس متحمسون جدا بعد الفوز في دار السلام على منتخب تانزانيا (0-1) والنتيجة المرضية التي حققوها في بلفاست أمام منتخب إيرلندا الشمالية (1-1)", مؤكدا على ضرورة استثمار هذه النتائج لتجسيد أماني الجمهور المغربي في التأهل لنهائيات كأس إفريقيا المقررة في الغابون وغينيا الإستوائية. — تنظيم كأس إفريقيا 2015 في المغرب حق جد مستحق : ولم يخف عادل تاعرابت سروره بقرار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم منح المغرب شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم لعام 2015 وقال" إنه شرف أتيل أن ينال المغرب حق تنظيم كأس الأمم الإفريقية بالنظر إلى التنمية الاقتصادية والإجتماعية المتسارعة التي يشهدها وما يتوفر عليه من بنيات تحتية ضرورية (مطارات -طرق سيارة - فنادق- ملاعب من طراز رفيع ...الخ) لتأمين سبل نجاح هذه المسابقة القارية.واعتبر تاعرابت أن"اختيار المغرب لتنظيم كأس الأمم الإفريقية لعام 2015 هو تكريس لإنجازاته " داعيا الجيل الحالي من اللاعبين إلى بذل قصارى الجهود من أجل اهتبال هذه الفرصة السانحة وإهداء المغرب ثاني كأس إفريقية للأمم بعد الأولى التي تم الظفر بها في أديس أبابا عام 1976 .