افتتحت, السبت بالدارالبيضاء أشغال المؤتمر الوطني العاشر للاتحاد المغربي للشغل, المنظم على مدى يومين تحت شعار "الوفاء لهوية الاتحاد ومبادئه : أساس كفاحنا لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية". وسيركز هذا المؤتمر, الذي يشارك في أشغاله حوالي ألف و300 مؤتمر, على عدد من المواضيع خاصة المتعلقة بالعمل النقابي والقانون الداخلي, وفترة ولاية الأمين العام, والتدبير المالي للاتحاد فضلا عن حريات العمل النقابي والتكوين والمرأة والشباب. وقال السيد ميلود مخاريق, منسق عام لأعمال الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل, في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال هذه التظاهرة, إن المؤتمر ينعقد في ظرفية تعرف فيها قضية الصحراء المغربية تطورات خطيرة وتتعرض لمؤامرات خبيثة وهجمات شرسة يقودها اليمين الاسباني الفرانكي الذي يحن للمرحلة الاستعمارية المشؤومة, مضيفا أن هذه الهجمة, استعملت فيها بعض وسائل الإعلام الإسبانية, من أجل النيل من سيادة المغرب على صحرائه, مختلف أشكال التزوير والتضليل والكذب. وأضاف أن الاتحاد يجدد التأكيد على التزام الطبقة العاملة المغربية واستعدادها الدائم للكفاح والتضحية من أجل الدفاع عن والوحدة الترابية للمملكة. من جهة أخرى قال إن انعقاد المؤتمر الوطني للاتحاد يتزامن مع الذكرى 58 للانتفاضة المزلزلة التي عاشتها الدارالبيضاء يوم 8 دجنبر 1952 كرد شعبي على الجريمة النكراء التي أودت بحياة قائد الحركة النقابية فرحت حشاد. وأوضح أن شعار هذه التظاهرة بمثابة دعوة لتطوير العمل النقابي ليصبح قادرا على استيعاب التحولات ومسايرة المرحلة الجديدة, والتكيف معها, مشيرا إلى أن التكيف لا يراد منه الاندماج والرضوخ لمشيئة نظام العولمة المتوحشة, معربا عن تشبث المنظمة بمبادئها المتمثلة في الوحدة النقابية الاستقلالية والديمقراطية. أما في ما يخص الآفاق المستقبلية لعمل الاتحاد, فقد دعا إلى تطوير المنظمة, وتجاوز مكامن الضعف, والنهوض المبرمج والهادف بغية مواكبة التطورات والمتغيرات المتسارعة, والتكيف معها, وتطوير العمل النقابي وفق المعطيات الجديدة خدمة لمصالح منخرطيها ولأهداف ومبادئ الاتحاد. وأضاف أن ذلك يستدعي القيام بالتصحيحات اللازمة التي ستؤهل تنظيم الاتحاد لاستعادة عافيته وفاعليته وتوسيع العضوية داخله لتشمل كل القطاعات المنظمة أو غير المهيكلة سواء تعلق الأمر بالقطاع الفلاحي والصناعي والخدماتي والوظيفة العمومية والمؤسسات العمومية. وجدد تضامن الاتحاد المغربي للشغل مع نضالات الطبقة الشغيلة في مختلف بقاع العالم, وكذا تضامنه مع الشعب الفلسطيني والعراقي والسوداني. كما عبر عن مساندة الاتحاد الكاملة للشعب السوري من أجل استرجاع أراضيه المحتلة, واللبناني للحفاظ على هويته العربية ووحدة أراضيه. وسيناقش المؤتمرون كذلك عددا من المحاور تتعلق أساس بالوضعية الاقتصادية الدولية, والحريات النقابية والوضعية الاقتصادية والاجتماعية, والمرأة الشغيلة, والشباب, وعلاقة الاتحاد مع المؤسسات التمثيلية, والانفتاح على القوى السياسية والمجتمع المدني والتكوين والاتصال. حضر حفل الافتتاح عدد من ممثلي المنظمات والهيئات الدولية, وممثلي الهيئات السياسية الوطنية والمجتمع المدني, وشخصيات أخرى.يذكر أن الاتحاد المغربي للشغل الذي يضم 26 فيدرالية, و42 اتحاد محلي وجهوي, و9 نقابات وطنية مهنية, يعتبر أول مركزية نقابية تم إنشاؤها بالمغرب سنة 1955.