حث مفتي السعودية عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ اليوم المسلمين على الوحدة ومحاربة الفتن التي تبث الفرقة بين المسلمين. وأكد آل الشيخ، الذي يشغل أعلى منصب ديني في السعودية، في خطبة وقفة عرفات في مسجد نمرة، أن "الإسلام دين التسامح والقيم النبيلة، وأن الله جعل الشريعة كاملة شاملة لكل ميادين الحياة، وجعلها صالحة لجميع الأزمان ولكل المجتمعات". ودعا المفتي، أمام نحو ثلاثة ملايين حاج، تجمعوا فوق جبل عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج، إلى "تقوى الله في السر والعلن وتوحيده وإقامة أركانه، واتباع سنة نبي الاسلام محمد". وكان حجاج بيت الله الحرام قد تجمعوا للتوجه إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، وذلك بعدما قضوا يوم التروية الليلة الماضية في مشعر منى. وصلي الحجاج الظهر والعصر في عرفات قصرا وجمعا بوقت الظهر بعد الاستماع إلى خطبة الحج في مسجد نمرة. وذكرت وكالة (واس) الرسمية أن "جنبات مسجد نمرة، الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع، امتلأت بالحجاج". يذكر أن مسجد "نمرة" لا يفتح أبوابه للمصلين إلا يوم التاسع من شهر ذي الحجة (بحسب العام الهجري) من كل عام، ليؤدي فيه المسلمون صلاتي الظهر والعصر في ذلك اليوم، ومن ثم يغلق أبوابه حتى العام التالي. وفور غروب شمس اليوم سينزل الحجاج في وقت واحد من جبل عرفات في نفرة إلى منطقة مزدلفة التي سيقضون فيها هذه الليلة قبل العودة مجددا إلى منطقة منى غدا الثلاثاء لذبح الأضاحي التي تتم في أول أيام عيد الأضحى الذي يعد نهاية مناسك الحج الكبرى. وأعلن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز أن عدد الحجاج القادمين من خارج السعودية بلغ رقما قياسيا قدره 1.8 مليون حاج، يضاف إليهم 200 ألف من حجاج السعودية ودول الخليج العربية. فيما نقلت وسائل الإعلام السعودية عن وكيل وزير الخارجية للشئون القنصلية محمد بن عبد الرحمن السلوم، قوله إن السلطات السعودية منحت مليونا و761 ألفا و395 تأشيرة حج لحجاج الخارج، في حين يتوافد بقية الحجاج من الداخل. وتلافيا لتكرار حوادث تدافع مميتة وقعت عامي 2004 و2006 مخلفة مئات القتلى، فككت السعودية جسر الجمرات القديم وأقامت مكانه جسرا متعدد الطوابق حيث ستفتتح طوابق الجسر الثلاث العليا للمرة الأولى هذه السنة. وللجسر عدة مداخل ومخارج، وبه نظام إلكتروني متطور فيه 30 كاميرا ويراقب حركة الحجاج لرصد كثافة العبور، خاصة وأن حج هذا العام يشهد زيادة كبيرة في أعداد الحجيج قدرتها السلطات السعودية بحوالي 20% عن عام 2009