انتصرت جهة الدارالبيضاء في صراعها مع باقي الجهات حول منصب المدير العام لحزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط،وقد خضع مزوار لإملاءات ممثلي الحزب في القطب الاقتصادي بتعيينه جعفر هيكل مديرا عاما للمقر مقابل إبعاد عضوة المكتب التنفيذي نعيمة فرح ،وتكليفها بمهمة شكلية فقط عبارة عن مسؤولة عن مركز تكوين وتأهيل المنتخبين. وكان الصراع قد بلغ ذروته حول المنصب المذكور بين أقطاب عدة جهات أهمها؛ الدارالبيضاء والرباط ومراكش وجهتي الشمال والشرق لم يحسم إلا مؤخرا بتعيين مدير ونائب للمدير العام هو يونس ابشير . وقد خلفت قرارات مزوار الأخيرة،حسب مصادر مطلعة، استياء كبيرا في صفوف التجمعيين؛ فإذا كان تنظيم المركز قد أملته ظروف طارئة فإن فشل الجامعات الجهوية خاصة الجامعة الجهوية التي نظمت مؤخرا في وجدة قد أعاد السؤال حول جدوى "الحركة التصحيحية" التي قادها مزوار من أجل الإطاحة بالمنصوري،تقول المصادر. وقد لاحظ التجمعيون،حسب ذات المصاد، كيف أن الجامعة الخامسة في وجدة كرست أساليب قديمة في التسيير موروثة عن عهد احمد عصمان،وخلفه مصطفى المنصوري من خلال تصرفات منسق الجهة الشرقية،محمد الحوات،الذي كان يحاول جاهدا التفاني في إظهار ولائه للرئيس مزوار فضلا عن تأكيده على قدرة الجهة الشرقية على خوض الانتخابات بأريحية بفضل كفاءاته،وعناصره الشابة في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن الجهة تعرف تموقعا كبيرا لحزب الأصالة والمعاصرة. وفي علاقة بذات الجهة شوهد محمد اوجار،عضو المكتب التنفيذي،وهو يدلي بتصريحات تلفزية غير أن رقابة الحزب حذفت هذه التصريحات الأمر الذي اعتبره البعض استغناء عن خدماته التواصلية، وطردا علنيا له من الجهة الشرقية التي يعتبرها معقله السياسي ومسقط رأسه بعد أن تخلى عنها،وترشح في الانتخابات التشريعية في العاصمة،وبسط هيمنته على منسقيتها. من جهتها توقعت مصادر حزبية أن يشتد الصراع بين قياديي حزب التجمع الوطني للأحرار في أفق الدخول السياسي المقبل لا سيما أن التحدي الحقيقي الذي يلوح في الأفق هو كيفية تدبير هذا الدخول،وما يتطلبه من توازنات بين فريقي البرلمان،ومنسقي الجهات والأطر القيادية الفاعلة،والمنسقين الجهويين، حتى يتسنى إرضاء الجميع دون سقوط ضحايا و حدوث تشققات داخل جدار الحزب الذي مازل أساسه هشا. كما ينتظر أن يشهد الدخول السياسي المقبل إعادة إحياء سؤال جدوى إعطاء القيادة لصلاح الدين مزوار خلفا لمصطفى المنصوري لاسيما أن الحزب مازال يتخبط في العديد المشاكل أهمها مغادرة العديد من أطره نحو أحزاب أخرى مقابل الترويج لإنجازات سياسية غير حقيقية من خلال شراكات مع أحزاب ضعيفة سياسيا أو من خلال الترويج لكون صلاح الدين مزوار هو الوزير الأول المقبل، حسب تعبير المصادر المذكورة. فإذا كان مزوار هو الوزير الأول المقبل،وهذا يدخل في إطار علم الغيب، فإن تحقيق هذا الهدف السياسي يتطلب أن يتواضع مزوار،ويخرج من جبة الزعيم الكاريزمي،ويلبس جبة الرئيس الرائد بالمفهوم المعاصر لأن عصر الزعامات الكاريزمية قد ولى، ويجلس على طاولة تدبير الشأن الحزبي اليومي بما يتطلبه من إرادة واستشارات دقيقة ويومية وفي أدق تفاصيل التدبير التنظيمي لحزب من حجم التجمع يحمل تاريخا تجاوز ثلاثة عقود، وتخرجت منه كفاءات سياسية كبيرة. فهل تفهم قيادة الحزب أن عصر اللقاءات من أجل التصوير التلفزيوني قد ولى،وأن خلاصات اللقاءات ومدى تطبيقها على أرض الواقع هي سمة نجاح الرئيس الرائد،وليس الزعيم.