قال إدريس هاني، الباحث المغربي في الفكر الإسلامي، في تعليقه على اختيار القرضاوي اماما للعصر "إنها محاولة لمد الأذرع الفتوائية للعالم الإسلامي وإنها عملية ليست بريئة حيث لم تتح لأقرانه من علماء مصر كالمرحوم الشيخ محمد الغزالي، لكن القضية تتعلق بوجوده في قطر وإشرافه على برنامج الشريعة والحياة بقناة الجزيرة الذي لا يستضيف إلا تلاميذ القرضاوي متسائلا كيف يمكن أن يكون إماما للأمة وهو يمثل فريقا واحدا. وأوضح هاني أن هذا المفهوم لا تقول به حتى الشيعة التي تعتبر العلماء مراجع فقه فقط، أما هذه الحالة فهي نوع من الغلو وهو وصف غير معقول دينيا وعقليا والقرضاوي لم يعمل سوى بملأ الدنيا ضجيجا، أما كونه فقيه الأمة بلا منازع فهو حكم إثباتي وقضية الأعلمية والاجتهاد لها وسائل إثبات، أما القرضاوي فهو فقيه "على الخفيف" بنى فتاويه على "فكرة التيسيير" التي تجاوز بها كل المناطات والقواعد والضوابط في استنباط الأحكام الفقهية، فهي اذن غاية خادعة. وفيما يتعلق بمشاركة التوحيد والإصلاح في الملتقى المذكور قال هاني "إن الحركة تحاول أن تركب كل الأمواج وهي تبحث عن نوع من النفوذ والمرجعية بعد كساد بضاعتهم وهم الذين يزايدون على الآخرين بالإسلام المغربي متسائلا ما إن كان القرضاوي أعلم من كل علماء المغرب". وبخصوص توفر القرضاوي على مقومات العالم المفتي قال هاني "أن الرجل يعيش مجموعة من القطائع الفتوائية ويسلك الخدع العلمية، وهو يناقض فتاواه السابقة، وأكثر الأشياء التي انفتح عليها هي موجودة في مدرسة الشيعة لكن يبحث لها عن مسوغات لدى ابن تيمية" وأضاف أن القرضاوي يمثل سلفية مقنعة تبدو أقل تعصبا في الظاهر لكنها أشد من كل تعصب في الباطن مذكرا بالحالة التي فقد فيها أعصابه وقال كلاما طائفيا مضرا باستقرار الأمة. وأوضح هاني أن القرضاوي وأمثاله لا يبذلون جهدا في استنباط الأحكام الفقهية وكل ما عنده "الحلال والحرام في الإسلام " وهو في مجمله أحكام منقولة للمبتدئين، والرجل لم يعد لديه ما يقوله فكال أفكاره تعود إلى أدبيات الإخوان المسلمين في الخمسينات والستينات من القرن الماضي كما أن الفكر الإسلامي تجاوز القرضاوي من حيث العمق ومن حيث المسافات التي اشتغل عليها.