الرباط الأسبوع وما دامت المصيبة إذا عمت هانت.. فإن مدير الجريدة الأولى لم يبق وحده في مواجهة هذه الحملة الغير مفهومة (..) والتي عصفت بالصحافة المغربية مذكرة لنا بما لم يسبق لنا أن عرفناه في تاريخ المتابعات الصحفية. وقد قال بائع للصحف في الرباط إن الناس جاؤوا بعد خبر المتابعة يسألونه عن جريدة الأيام وجريدة المشعل، حتى نفذت الكميات التي كانت متراكمة عنده فلقد ضخ الغاضبون على ما يكتب هذه الأيام في الصحف فيروس(...) الحياة في الصحافة المغربية. عد اعتقال (...) حشد من الصحافيين أنوزلا، مفتاح، ادريس شحتان، مصطفى حيران، رشيد امحاميد، مرية مكريم، يوسف بجاجا ،محمد السعدوني، مصطفى منصور، محمد شقير، بشرى الضو. وتقول الاعتقال لأنه لا يوجد في قانون الصحافة نص يقضي باستدعاء الصحفيين للكوميساريات ووضعهم رهن إشارة ضباط الشرطة، أغلبهم لهم حسابات شخصية مع أولئك الصحفيين. وكانت لم تمض أيام على جمع عدد من صحافيي الأحداث المغربية في قضية الانتخابات وصحفيي »طيل كيل« و »نيشان« في قضية استطلاع الرأي، وكلما زاد الصيف حرارة.. زادت حرارة الاعتقالات والاستنطاقات في عز رمضان. الفصل 41 من قانون الصحافة يعاقب كل من أخل بالاحترام الواجب للملك ويعاقب الفصل 42 »كل من قام بنشر خبر زائف يخل بالنظام اعلام، أو يثير الفزع« . إلا أن المتابعة حددها القانون الصحفي في الفصل 72 بأن »تحرك الدعوى العمومية باستدعاء تبلغه النيابة العامة أو الطرف المدني قبل تاريخ الجلسة بخمسة عشر يوما، يتضمن التهمة الموجهة والنص القانوني الواجب تطبيقه....وإلا ترتب عن ذلك بطلان الاستدعاء« . وأعطى الفصل 73 للصحفيين كل الضمانات »لأن يقدموا في الخمسة عشر يوما الموالية للاستدعاء كل الحجج والبيانات عما كتبوه« . وظهور قضية الإنصات البوليسي الذي جمع تقريبا في كوميسارية الرباط أغلب المحررين الصحفيين.. المقروئين (..) ولمدد تتراوح ما بين الأربعين والستين ساعة يعتبر تنكيلا جديدا ليس من شأنه أن يبقى الصورة الإعلامية في المغرب، محط تقدير عالمي. وقد جاءت ظاهرة الصحفي علي أنوزلا، الذي ليس سرا أن صداقته قديمة تربطه بصديق الملك فؤاد عالي الهمة، وصديق فؤاد عالي الهمة إلياس العماري، وصديق إلياس العماري عبد المولى، وهو مسلسل من الصداقات لم تنفع علي أنوزلا، وهووفي الكوميسارية بين سين وجيم دون أن نعرفا ما إذا كان ضباظ الشرطة القضائية قد سألوه عن علاقته مع فؤكاد الهمة وما إذا كان وراء الجريدة أو ما ينشر في الجريدة، هذه العلاقة التي لم تبق تجدي شيئا.. حسبما يبدو. ورجوعا إلى أسباب النزول، انقسمت العائلة الصحفية وتشتت شملها بعدما كتبت جريدة الوزير الأول، العلم بمداد قانون الإرهاب (..) وهي عضوة في جميع الهيئات المهنية الصحفية أن »ما كتب في الصحف المتابعة، يعتبر فاشية فكرية، وإعلامية يحمل أصحابها رشاشا يطلقون به النار في جميع الاتجاهات، (العلم عدد 8 شتنبر 2009 وهو وصف مضبوط للصحفيين بالإرهاب أو يكاد. كما انبرى رئيس الفيدرالية الصحفية، كما الحلو إلى نشر بيان استنكاري لوسائل التعامل عند هذه الصحف، لولا أنه فوجئ باستقالة جميع أعضاء فيدراليته حفيظ وشانكو وشحتان وأريري. طبعا أنه لا يوجد في الوسط المهني من لا يستنكر الأسلوب الجديد في بهدلة أقطاب الصحافة المغربية وكأنهم مجرمون، بينما ينشغل أولئك البوليس، عن المجرمين الحقيقيين لأن الصحفي ليس مجرما، وإنما الصحفي قطب من أقطاب المجتمع له قراؤهوأتباعه. وطبعا لا يسمح له هذا الو ضع بالتطرق إلى الموضوع الملكي، مثلما كان المراكشيون يتعاملون مع الكهرباء يوم ظهورها وتجربتها في مراكش حين جلس المراكشيون في ساحة جامع الفنا مسمرين أعينهم تجاه لامبات الكهرباء، وهم يرددون ها هو با يشعل هاهو با يضفى. وربما كانت شخصية الملك، وعائلته أصبحت مصدرا لجمع القرءا. ولكن هذا مهنيا يعتبر استغلالا رديئا لهذا الواقع.. فللملك حياته الخاصة وعائلته ولا يوجد مبرر، لأن لا يبقى موضوع الساعة (..) ويصبح موضوعا أزليا. ربما كان قرب أغلب الصحف من أقطاب النظام واحد من عوامل النشر المسترسل لأخبار الملك الصحيحة والمزيفة وربما سيفهم أنوزلا وهو يقف أمام المحكمة الرباطية في 29 شتنبر أن صداقاته لم تنفعه وربما الصحافيون جميعا أن هذا الامتحان الأخير . (....) سيكون خاتمة عهدهم بالانشغال بشخص الملك.