حكمت محكمة في الكويت الاثنين على القيادي في المعارضة والنائب السابق مسلم البراك بالسجن خمس سنوات مع النفاذ بتهمة المساس بذات الامير, ما قد يفتح الباب امام تحرك جديد للمعارضة في الشارع. واعلن قاضي محكمة البداية وائل العتيقي في جلسة الحكم ان المحكمة "حكمت بحبس المتهم مسلم البراك خمس سنوات مع الشغل والنفاذ". وتمت محاكمة البراك الذي يعد من اهم قادة المعارضة ويمثل خصوصا التيار القبلي والوطني, بتهمة المساس بذات امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح في كلمة القاها خلال تجمع عام للمعارضة في 15 تشرين الاول/اكتوبر. ولم يحضر البراك الجلسة. وبعيد صدور الحكم قال النائب السابق امام مناصريه الذين تجمعوا في منزله ان "الحكم غير قانون لكنني ساسلم نفسي اذا ما اتت الشرطة لاخذي". وبموجب الحكم, يفترض تنفيذ عقوبة السجن فورا وبالتالي يمكن اعتقال البراك في اي وقت. وتجمع المئات من انصار البراك في منزله بمنطقة الاندلس التي تبعد حوالى 20 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الكويتية, وذلك لتأكيد تضامنهم معه. واتفق المناصرون على تنظيم تظاهرة في وقت لاحق الاثنين ودعوا الكويتيين للمشاركة. وكان البراك اوقف خمسة ايام في تشرين الاول/اكتوبر وافرج عنه بكفالة قدرها 35500 دولار, كما منع من السفر. واعتبر احد محامي البراك ان الحكم "باطل" مؤكدا ان الدفاع سيستأنف الحكم. وقال المحامي عبد الله الاحمد لوكالة فرانس برس ان "الحكم باطل لانه ينتهك الاصول القانونية للمحاكمة ولانه فشل في تقديم الضمانات الكافية للدفاع". واضاف "سنقوم بالطعن بالحكم امام محكمة الاستئناف". من جهته, قال النائب الليبرالي المعارض السابق عبدالرحمن العنجري "ان الحكم على البراك سياسي محض ... وبعيد عن مبادئ العدالة". وكان محامو البراك انسحبوا الاسبوع الماضي من جلسة محاكمته بعد ان رفض القاضي طلبات للاستماع الى شهود الدفاع ومن بينهم نواب سابقون ورئيس الوزراء, حسب ما افاد احد اعضاء فريق الدفاع. وبعد ان انسحب فريق الدفاع من القاعة, طلب البراك من القاضي وائل العتيقي تاجيل المحاكمة الى ان يتسنى له توكيل محام جديد. الا ان القاضي رفض وعين جلسة اليوم الاثنين للحكم. وكان يفترض ان تستمع المحكمة الى الدفوع الاخيرة من قبل فريق دفاع براك. واعتبر فريق الدفاع حينها ان تحديد موعد لجلسة الحكم "غير قانوني" وان "اي حكم في القضية يعتبر باطلا وملغى". وتم اصدار الحكم اليوم الاثنين في ظل تدابير امنية مشددة داخل وخارج مجمع قصر العدل. وسمح لعدد من المواطنين بالدخول الى الرواق بالقرب من قاعة المحاكمة بعد التأكد من هوياتهم, فيما منع من لا شأن له بالمحاكمة من الدخول. وانخفض مؤشر بورصة الكويت بنسبة 1,4% بعد صدور الحكم. وكانت المعارضة توعدت قبل يومين من صدور الحكم بالنزول مجددا الى الشارع ولوحت بامكانية الدعوة للعصيان المدني في حال عدم تأمين محاكمة عادلة للبراك والحكم عليه بالسجن. وقال المحلل السياسي المستقل محمد العجمي لفرانس برس تعليقا على الحكم "اعتقد ان التصعيد اصبح حتميا (...) بعد الحكم على البراك وذلك لثقله السياسي ولكونه رمزا مهما للمعارضة الكويتية". واضاف ان "الحكم تطور مهم وخطير وكبير (...) والامور متجهة نحو التسخين (...) القادم من الايام سيشهد حالة من التصعيد ولربما يجمع المعارضة التي كانت تعاني من انقسام". وسبق ان حكم على عدة مغردين ونواب سابقين من المعارضة بالسجن بتهمة المساس بذات الامير. وياتي الحكم فيما تخوض المعارضة التي قاطعت الانتخابات الاخيرة, مواجهة محتدمة مع الحكومة للمطالبة بالغاء تعديل ادخله الامير على قانون الانتخابات ولحل البرلمان الحالي الموالي بشكل كامل واجراء انتخابات جديدة على اساس القانون القديم.وتطالب المعارضة ايضا باصلاحات سياسية جذرية مثل "حكومة منتخبة" مع الابقاء على حكم ال الصباح.