حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري السوريين إلى مواصلة الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، دون الاعتماد على الحكومات الغربية أو العربية. وبث مركز (سايت) الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت اليوم، شريط فيديو للظواهري، قال فيه "يجب على المسلمين في تركيا والعراق ولبنان والأردن أن يهبوا لنصرة أخوانهم في سوريا بكل ما يملكون". وأضاف الظواهري، الذي ظهر مرتديا عمامته البيضاء وجالسا أمام ستارة خضراء، في شريط مدته ثماني دقائق : "لا زالت سوريا الجريحة تنزف يوما بعد يوم والجزار (بشار الأسد) لا يرتدع". وتابع "يا أهلنا في سوريا لا تعتمدوا على الغرب ولا أمريكا ولا على حكومات العرب وتركيا، فأنتم أعلم بما يدبرون لكم"، وأيضا "لا تعتمدوا على الجامعة العربية وحكوماتها التابعة الفاسدة، فإن فاقد الشيء لا يعطيه". وأردف "واصلوا انتفاضتكم وغضبتكم ولا تقبلوا إلا بحكومة شريفة مستقلة تحكم بالإسلام وتطهر البلاد من الفساد وتتصدى لأعداء الأمة". وتأتي تصريحات الظواهري بعد يوم من كشف مصادر رسمية أمريكية أن الجناح العراقي بتنظيم القاعدة الإرهابي هو المسئول عن التفجيرين اللذين وقعا بالعاصمة السورية دمشق في السادس من الشهر الماضي وراح ضحيتها نحو 26 قتيلا. وأوضح مجموعة من صحفيي (ماكلاتشي) السبت، أن نفس الجناح ربما يكون متسببا أيضا عن الهجمات الانتحارية التي وقعت الجمعة الماضية بمدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، وأسفرت عن مقتل 28 شخصا. وأشارت الصحيفة، التي لم تكشف عن مصادرها، إلى أن "الاستخبارات الأمريكية تعتقد بأن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، هو من أعطى أوامره بتنفيذ التفجيرات الإرهابية الأخيرة في سوريا". وترى الاستخبارات الأمريكية أن تنظيم القاعدة بالعراق ذو المرجعية السنية يسعى لبسط نفوذه على سوريا التي يحكمها نظام شيعي منذ 1963. وسبق أن حث الظواهري، في 28 يوليو/تموز الماضي، المحتجين السوريين على توجيه تحركاتهم أيضا ضد واشنطن وإسرائيل، منتقدا الولاياتالمتحدة، ووصفها بأنها "غير صادقة في إظهارها لتضامنها معهم". يذكر أن الظواهري (60 عاما) لعب دورا بارزا في قيادة القاعدة لأكثر من عشر سنوات، وكان ينظر إليه باعتباره الذراع اليمنى لأسامة بن لادن الذي قتل على أيدي قوات أمريكية في باكستان في مايو/آيار الماضي بعد أن تعقبته طوال عشر سنوات. وحتى قبل إعلان توليه إمارة القاعدة رسميا في 16 يونيو/حزيران الماضي، كان الظواهري يعد المخطط الرئيسي لخطط وعمليات التنظيم. ويعتقد منذ فترة أن الظواهري يختبئ في منطقة على الحدود الأفغانية الباكستانية، وتعرض واشنطن مكافأة قدرها نحو 25 مليون دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض عليه.