قال الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة الإرهابي، أيمن الظواهري، إن الثورات التي تشهدها العديد من الدول العربية في الوقت الراهن تضع أسس ما وصفه ب"الإسلام الصحيح". جاء ذلك في تسجيل مصور جديد أصدره التنظيم الارهابي بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لهجمات 11 سبتمبر ، وتم بثه على مواقع جهادية على شبكة الإنترنت. ويتضمن التسجيل تعليقا صوتيا مع صورة ثابته للظواهري، الذي كان قبل زعامته للتنظيم الرجل الثاني فيه بعد زعيمه السابق أسامة بن لادن، الذي قتل في هجوم أمريكي على مقره في باكستان في مايو/آيار الماضي. وأشاد الظواهري بهجمات 11 سبتمبر التي وصفها ب"المباركة"، وقال "تمر بنا هذه الايام عشر سنوات على غزوات الثلاثاء المباركات في نيويوركوواشنطن وبنسلفانيا.. ذلك الحدث الهائل الجبار الذي هز أركان الصليبية العالمية ولازال يهزها هزا.. مرت عشر سنوات انتصرت فيها الامة المسلمة بمجاهديها على الاستكبار الصليبي انتصارات متتالية". وكرر زعيم القاعدة تهديداته للولايات المتحدة، مشددا انها أضحت الان تواجه "أمة منتفضة"، في إشارة إلى الثورات العربية التي أشاد بها كذلك، وقال إنها تضع الأسس ل"الاسلام الحقيقي"، على حد تعبيره. ودعا الظواهري من وصفهم ب"أهل الاموال الحريصين على نصرة الاسلام"، للاستفادة من الانفتاح الحالي في تونس ومصر لتأسيس "منابر اعلامية جديدة" تدعو للعقيدة الصحيحة. وإلى جانب كلمة الظواهري، تضمن التسجيل الذي يحمل عنوان "فجر النصر الوشيك" عدة مقاطع لم يسبق نشرها لبن لادن، إلى جانب كلمة سجلها قبل مقتله يحذر فيها الامريكيين من ان يصبحوا "عبيدا" في ايدي الشركات والمؤسسات الكبرى. يذكر أن آخر تسجيل للظواهري تم بثه في شهر يوليو/تموز الماضي وحمل عنوان "مجد الشرق يبدأ من دمشق"، حث فيه المحتجين السوريين على توجيه احتجاجهم أيضا ضد واشنطن وإسرائيل، وندد بالولايات المتحدة باعتبارها "غير مخلصة" في إظهار التضامن معهم. ووجه الظواهري كلامه للسوريين الذين يتظاهرون ضد الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا "أنتم تتصدون بصدوركم العارية لقذائف الدبابات وطلقات المدفعية والحوامات (طائرات الهليكوبتر)، فقولوا له "إننا نخوض معركة التحرر من الطواغيت المفسدين والتحرير لديار المسلمين". يذكر أن الظواهري (60 عاما)، وهو في الأصل جراح مصري، لعب دورا بارزا في قيادة القاعدة لأكثر من عشر سنوات، وكان ينظر إليه باعتباره الذراع اليمنى لبن لادن، وحتى قبل إعلان توليه إمارة القاعدة رسميا (في 16 يونيو/حزيران الماضي)، كان الظواهري يعد المخطط الرئيسي لخطط وعمليات التنظيم. ويعتقد منذ فترة أن الظواهري يختبئ في منطقة على الحدود الافغانية الباكستانية، وتعرض واشنطن مكافأة قدرها نحو 25 مليون دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض عليه.