اعتبر التقرير السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أنه في سياق يطبعه "تنامي الاحتجاجات الشعبية", أسفرت سنة 2011 عن حصيلة ثقيلة بالنسبة لحرية الصحافة, وذلك بمقتل 66 صحفيا عبر مختلف أرجاء العالم, بزيادة بلغت 16 في المئة مقارنة مع سنة 2010. وأوضحت المنظمة الدولية المدافعة عن حرية الصحافة, ومقرها بباريس, في تقريرها الذي نشر الخميس الماضي, أن عشرين حالة وفاة تم تسجيلها في منطقة الشرق الأوسط لوحدها, وهو رقم تضاعف مقارنة مع عام 2010 ليتجاوز عدد حالات القتل المسجلة في أمريكا اللاتينية "المعرضة أكثر للعنف وانعدام الأمن" ب18 صحفيا قتلوا هذا العام. وحددت منظمة مراسلون بلا حدود, للسنة الثانية على التوالي, باكستان باعتباره البلد الأكثر دموية في العالم بالنسبة للصحفيين ب10 قتلى, معظمهم تم اغتيالهم, في حين تظل كل من الصين وإيران واريتريا تشكل "السجون الكبرى في العالم بالنسبة للصحافة". كما كشف التقرير عن الارتفاع الكبير لعدد الاعتقالات التي تعرض لها الصحفيون , والذي وصل إلى 1044 في عام 2011 مقابل 535 في العام الماضي . وهو المعطى الذي تفسره المنظمة بقدوم " الربيع العربي والحركات الاحتجاجية المستوحاة منه في بعض الأحيان بأجزاء أخرى من العالم (السودان وأذربيجان) , وكذا المظاهرات الشعبية في عدة دول مثل اليونان, وروسيا البيضاء, وأوغندا, والشيلي, أو الولاياتالمتحدة (احتلوا وول ستريت)". + عشرة أماكن خطرة للصحافة في عام 2011 +. للمرة الأولى, وضعت منظمة "مراسلون بلا حدود" قائمة الأماكن العشرة الأكثر خطورة على الصحافيين "المدن والأحياء, والأماكن, والأقاليم أو المناطق حيث تعرض الصحفيون والمدونون بشكل خاص للعنف " و"حيث انتهكت حرية الإعلام". والمواقع التي حددتها المنظمة هي المنامة (البحرين) ,و أبيدجان (الكوت ديفوار), وميدان التحرير بالقاهرة (مصر) ,ومصراتة (ليبيا) ,وولاية فيراكروز (المكسيك) ,و مقاطعة خوزدار (باكستان) ,و المناطق الحضرية بمانيلا وكوبو وسيكايان دو أورسو بجزر لوسون ومينداناو (الفلبين) ,و مقديشو (الصومال), ودرعا وحمص ودمشق (سورية) , وساحة التغيير بصنعاء (اليمن). وأبرزت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن هذه الأماكن العشرة التي أحصتها تمثل "حالات قصوى من الرقابة على الصحافة وأعمال العنف المرتكبة ضد أولئك الذين يناضلون في سبيل إعلام حر ومستقل", مشيرة إلى أن العوائق المادية التي تعترض وسائل الإعلام (السجن لفترة قصيرة, التوقيفات, الاستدعاءات) كانت متكررة في مختلف أنحاء العالم وسلطت الضوء "على الجهود التي حرصت بعض الحكومات على بذلها لحجب أي معلومات تضعفها". واعتبرت المنظمة أن ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين بنسبة 43 في المئة ونسبة توقيف المدونين والمواطنين الإلكترونيين ب 31 في المئة (كانوا في الطليعة لنقل المعلومات وتعبئة الشارع في بلدان ترزح تحت وطأة التعتيم الإعلامي), ليس "سوى اتجاه آخر برز في العام 2011 في سياق غني بالانتفاضات الشعبية". فقد قتل 5 من مستخدمي الانترنيت في العام الجاري, من بينهم ثلاثة في المكسيك.وخلصت "مراسلون بلا حدود" إلى أنه "من ميدان التحرير في القاهرة إلى مدينة خوزدار في بلوشستان (باكستان), ومن مدينة مقديشو إلى المناطق الحضرية في الفلبين, تجسد سنة 2011, أكثر من أي وقت مضى, المخاطر المحدقة بممارسة مهنة الصحافة في أوقات عدم الاستقرار السياسي", مضيفة أن "الخطر كان سائدا في الشارع في هذا العام, ولاسيما أثناء مظاهرات أدت إلى وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن أو تحولت إلى نزاعات".