احتشدت في كالسو احدى قواعد الجيش الاميركي جنوب بغداد, شاحنات ضخمة وسط حركة دؤوبة لجنود اميركيين يواصلون اخلاء معداتهم مع اقتراب موعد انسحابهم الكامل من العراق نهاية العام الحالي. وتقع قاعدة كالسو على مقربة من ناحية الاسكندرية (50 كلم جنوب بغداد) وسط العراق وتمثل نقطة رئيسية لشحن اطنان من المعدات العسكرية والاف الجنود باتجاه الكويت على الاغلب, خلال الشهرين المقبلين. ويفترض ان ينتهي تنفيذ هذه الخطة اللوجستية في 31 كانون الاول/ديسمبر طبقا لقرار الرئيس الاميركي باراك اوباما بانسحاب كامل القوات الاميركية عن العراق نهاية العام الحالي, وفقا للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن. وقال الكابتن مارك الفيرس قائد احدى الوحدات في قاعدة كالسو, ان العملية اللوجستية التي يجب ان تنتهي في 31 كانون الاول/ديسمبر المقبل "عملية ضخمة فعلا". واضاف "امضينا اكثر من ثماني سنوات هنا, وعلينا اجلاء معدات (استخدمت) خلال ثماني سنوات من موقع واحد". ونظرا لموقعها الاستراتيجي على امتداد الطريق الرئيسي المؤدي الى جنوب العراق, ستكون كالسو احدى اخر خمس قواعد اميركية في العراق, وفقا للفتنانت كولونيل جيسون هايز قائد الكتيبة الثانية من قوات الفرسان في القاعدة. وستقوم القوات الاميركية بتسليم القاعدة الى القوات العراقية مع قسم من العتاد في وقت لاحق لم يحدد حتى الان لاسباب امنية. وقال الفيرس ان "قاعدة كالسو تعد حلقة وصل بين القواعد الاصغر والمراكز الرئيسية للقوات الاميركية مثل الكويت و(قاعدة) بلد". واضاف "لذلك تتوقف هنا ما بين قافلتين وعشرين قافلة تضم الواحدة منها ما يصل الى خمسين شاحنة للتزود بالوقود والراحة قبل مواصلة الرحلة عبر جنوب العراق". وتستخدم شاحنات مدنية تابعة لشركات خاصة لنقل تجهيزات الجيش الاميركي. وقال الميجور جنرال جيفري بوكانن المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق, انه في غضون اسبوع واحد في مطلع تشرين الاول/اكتوبر, تحركت 399 قافلة تضم 13 الفا و909 شاحنات. وعند قاعدة كالسو, احتشد عدد كبير جدا من الشاحنات العريضة المخصصة لنقل المركبات فضلا عن عربات اخرى, ناهيك عن ناقلات الجند مننوع ام ار ايه بي المقاومة للالغام والمضادة للكمائن, وتصطف تلك الاساطيل بين جدران اسمنتية مضادة للتفجيرات تحاوط القاعدة من الخارج وتخترق قطاعات فيها من الداخل. وعلى مقربة تكدست حاويات فوق بعضها بانتظار نقلها خارج البلاد على متن شاحنات متعاقد عليها من شركات خاصة. لكن يتم ابقاء اغلب المعدات العسكرية الاميركية بعيدا عن الانظار لاسباب امنية. ويقول الفيرس ان "التحدي الاكبر هو ان هذا الخفض لا يحدث الا مرة في كل حرب, مرة في كل صراع, ومن ثم يمكن ان تخطط وتخطط له لكن الخطة ستبقى في تغير مستمر". ويضيف "يجب ان تبقى عدوك في حالة توجس لذا لا ينبغي ان تكشف له الخطة" التي تنفذها. وتجري هذه العمليات اللوجستية منذ عدة اشهر, فيما لم يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الا في 21 تشرين الاول/اكتوبر ان جميع القوات الاميركية ستغادر العراق نهاية العام الحالي. بدوره, قال هايز انه "فوجىء بالامر". واشار الى انه كان يتوقع "حتى الدقيقة الاخيرة ان تتقدم الحكومةالعراقية بطلب آخر" في اشارة لتمديد او ابقاء على جزء من القوات. ويؤكد الميجور فرانك كروز احد الضباط المسؤولين عن العمليات اللوجستية في قاعدة كالسو ان "عمليات الانسحاب الحقيقة بدأت فعليا باخذ حجم كبير منذ شهر" واحد فقط. ويضيف "انها تجري بحيوية اكبر الآن". واشار بالقول "قمنا باقل من نصف (العمل) لكننا ضمن الوقت المحدد في الجدول". وبدا الكولونيل هايز مثل جنوده لا يعرف بالتحديد متى سيغادر العراق, او الى اين سيذهب بعدها. لكن اغلبهم ياملون بالتوجه الى بلد اقل توتر مثل المانيا, ويبقى بالنسبة لهم قضاء عطلة الميلاد مع عائلاتهم هو الخيار الافضل. وما زال نحو 39 الف عسكري اميركي في العراق موزعين في 15 قاعدة بينهم ثلاثة الاف في كالسو, فيما بلغ عدد الجنود الاميركيين في ذروته عامي 2007 و2008, 170 الفا انتشروا في 505 قواعد. ويرى الكابتن رايان ادورد احد الضباط العاملين في القاعدة ذاتها, ان "العراقيين ايضا, يريدون معرفة موعد رحيلنا". ويرى ادورد ان الجيش العراقي "قادر" على الاعتماد على نفسه, وهو الجيش الذي امضى ادورد اغلب فترات خدمته في العراق في تدريبه. اما اللفتنانت كولونيل هايز فيقول "اعتقد ان الجيش والشرطة العراقيين قادران على مواجهة الاوضاع الامنية الحالية, ولكن في حال تصاعد اعمال العنف خصوصا مع تدخل جهات خارجية, فإنني اعتقد عندها ان الاوضاع ستكون اكبر من قدراتهم". ويضيف انه يتمنى في هذه الحالة "أن يطلبوا المساعدة من المجتمع الدولي". ويقول "هل سيفعلون ام لا ?! هذا هو السؤال الكبير".اميلي هيرينستاين