تراجع امحمد الهيلالي، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، عن تدوينة هاجم فيها الزاوية البودشيشية ووصفها ب"بويا عمر"، وذلك تحت ضغط الحركة التي تعرضت لهجوم عنيف من قبل فعاليات كثيرة في المجتمع ومن قبل رواد المواقع الاجتماعية، وقام القيادي المذكور، الذي عينه بنكيران أخيرا مديرا للشؤون القانونية بوزارة السكنى والتعمير، بحذف التدوينة المذكورة لكن لم يصحح الموضوع الذي تناقلته الكثير من الصحف والمواقع الرقمية. ما قام به الهيلالي، في نظر المهتمين بالحركة الإسلامية، هو حقيقة معتقدات حركة التوحيد والإصلاح، التي تنهل من معين ابن تيمية، بل إن تلميذه ابن القيم الجوزية يعتبر الكاتب المفضل لدى عبد الإله بنكيران، زعيم الجماعة، وهذا ما فاه به في برنامج ميزونكور بالقناة الثانية. وترى التيمية وفق ما أورد العريفي في كتابه موقف ابن تيمية من التصوف "أن الصوفية ابتغوا الهداية في غير الكتاب والسنة لذا ضلوا وأن تقديسهم للأشخاص كان السبب الرئيس في الوقوع في كثير من الضلالات والشركيات والبدع وهذه البدع نوعان إما عقدية أو سلوكية وأن شيخ الإسلام تولى الرد عليهم فيما خالفوا فيه أهل السنة مع إنصافه لخصومه وتفصيل لأحوالهم وعدم تعميم الأحكام عليهم وقبول ما لديهم من حق وإن كان قليلا". وما حاولت التوحيد والإصلاح إخفاءه أفصح عنه حماد القباج، أحد تلامذة المغرواي الذي لا يختلف معه الإخوان في التوحيد والإصلاح فيما يتعلق بالعقيدة والمسائل الكلامية ويمدحه بنكيران والرميد، حيث دعا شيخ الطريقة البودشيشية، الشيخ حمزة، إلى التوبة، معتبرا أن ما يجري في الزاوية بمداغ بنواحي بركان مخالف للسنة النبوية ولم يفعله صحابته ولا الإمام مالك بن أنس ولا غيره من أئمة المسلمين. وقال حماد القباج، مخاطبا الشيخ حمزة "أنا متأكد أنك تعلم يقينا أن ما يجري هذه الأيام في زاويتك لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا الإمام مالك وغيره من أئمة الإسلام "، مضيفا "إن قلت إن ما تفعلونه من الدين، فلماذا لم يفعلوه؟ -يقصد النبي صلى الله عليه والصحابة والتابعين- وإن لم يكن من الدين؛ فلماذا تُوهِم الناس أنه من الدين؟!". الشيء الخطير الذي مر مرور الكرام هو وصف الهيلالي للزاوية البودشيشية ب"بويا عمر". وكان بإمكانه إطلاق نعوت أخرى عليها. لكن لأن بويا عمر يجمع المجانين وفاقدي الوعي، مما اضطر وزارة الصحة إلى إفراغه وهدمه. هل هذا التشبيه مقدمة لهدم الأضرحة كما تؤمن بذلك السلفية والتوحيد والإصلاح تنتمي لهذا التيار في صيغته التي أسسها السوري زين العابدين سرور؟ وليست المرة الأولى التي يقوم فيها هذا التيار بهدم الأضرحة، فكلما أتيحت لأنصاره، بمختلف اتجاهاتهم، قاموا بتخريب الأضرحة أو على الأقل التحريض ضدها، وما زال ماثلا أمام أعيننا هدم الأضرحة بتمبوكتو، وعندما وصلت جبهة النصرة إلى السيطرة على بعض المناطق في سوريا أقدمت على هدم ضريح الصحابي الجليل حجر بن عدي وإخراج جثته من القبر.