بعد مرور قرابة أربعين يوما على أحداث الضربة الإرهابية للعاصمة الفرنسية مخلفة 130 قتيلا و مئات الجرحى،وعلى الرغم من وضع اليد على معظم مرتكبي هذه الضربات الإرهابية غير المسبوقة إلا أن مصير أهم منفذي هذه العمليات وأخطرهم ،لا زالت الضبابية تحول حولهم .و يتعلق الأمر باثنين منهم ، تطوقهما مذكرة بحث دولية ، ومع ذلك يستمران في حالة فرار. و يبقى صلاح عبد السلام أهم هذين الإرهابيين الخطيرين الفارين،وهو الذي استطاع النجاة من بين أفراد الكوموندو الذي نفذ هذه العمليات بالاشتباه فيه أن يكون على الأقل قدم مساعدات لوجيستية في العمليات ،بالإضافة إلى أحد أقربائه المدعو محمد أبريني ، وكلاهما بينت التحقيقات بصددهما في كل من بلجيكا و فرنسا على توطد علاقتهما بمنفذي العمليات الإرهابية وتورطهما معا في هذه العمليات.. *أين اختفى صلاح عبد السلام و محمد أبريني؟ إنه السؤال الذي يطرح نفسه منذ تنفيذ العمليات إلى اليوم. فصلاح عبد السلام الفرنسي ذو السادسة و العشرين ربيعا اختفى عن الأنظار إلى حدود اليوم ، نفس الشيء بالنسبة لمحمد أبريني البلجيكي من أصل مغربي الذي يبلغ الثلاثين من عمره و الذي شوهد و هو يرافق صلاح عبد السلام يومين فقط قبل تنفيذ العمليات الإرهابية . فصلاح عبد السلام الذي نشأ و ترعرع في حي مولونبيك المعروف بكونه وكرا للتطرف ومستودعا للأسلحة و رواجها إلى جانب شقيقه إبراهيم الذي فجر نفسه في عمليات باريس الإرهابية يعتبر وفق نتائج التحقيقات و الأبحاث المصاحبة لتداعيات هذه العمليات قدم على الأقل مساعدات لوجيستية على الأقل لمنفذي للجهاديين في ذات العمليات حيث تأكد أنه قام بايجار العديد من السيارات و محلات السكنى التي استعملها افراد الكومندو في عملياتهم التي هزت العاصمة الفرنسية ليل الثالث عشر من نونبر الماضي. و لازال المحققون يبحثون إلى حدود اليوم في ما إذا كان صلاح عبد السلام اكتفى بدور نقل انتحاريي ملعب فرنسا الكبير في سان دوني أم أنه تعدى هذا لدور إلى تحمل مهمة هجوم مسلح في الدائرة الباريسية رقم 18 ، وهو الهجوم الذي لم يتم تنفيذه إلى حد الآن على الرغم من أنه كان مقررا ،كما جاء في بيان "الدولة الإسلامية " و تحملها مسؤولية تنفيذ مجمل الهجمات، خصوصا أن الدائرة نفسها و جدت بها سيارة "الكليو" التي اكتراها صلاح عبد السلام باسمه ضمن باقي المكتريات. لقد تم رصد صلاح عبد السلام بعد ذلك في مونتبورغ في جنوبباريس بعدما تم العثور في قمامة على صدرية متفجرة تشبه الصدريات الناسفة التي تم استعمالها من طرف باقي الانتحاريين في العمليات الإرهابية. وحسب التحقيقات فإن صلاح عبد السلام غادر باريس ليلة تنفيذ العمليات الجمعة 13 نونبر صباح السبت الموالي بمساعدة اثنين من المتورطين في التخطيط للعمليات ذاتها و تنفيذها اقبلا من بروكسيل. و المؤكد هو ان صلاح افلت من المراقبة الأمنية منذ الرابع عشر من نونبر في زقاق من أزقة شاربيك إحدى الجماعات الشعبية في شمال بروكسيل حين تركه أحد الشركاء يدعى علي بعدما استودعه وقال له "لن نرى بعضنا البعض منذ اليوم".لقد كان معروفا لدى الأمن البلجيكي بعدما تم تقييده في نظام "شينغن" للمعلومات وهو النظام الذي يمكّن كل دولة من تنقيط كل شخص مبحوث عنه ، لكن صلاح لم يتم رصده البثة كخطر إرهابي الشيء الذي مكّنه من التجول بكل حرية بين بلدان التحاد الأوروبي و خصوصا بين فرنسا و بلجيكا. لقد عاد في غشت الأخير من سوريا عبر اليونان قبل أن يتم رصد تحركاته في هولندا و في النمسا و من المستحيل معرفة ما إذا كان اليوم قد عاد إلى سوريا. وفي ما يخص محمد أبريني ،رفيق درب صلاح عبد السلام و شريك الجهاديين في عملياته الإرهابية التي هزّت باريس، فينحدر هو الآخر من حي مولنبيك في بروكسيل. و قد عرف لذى الأمن البلجيكي بانحرافه و سوابقه العدلية التي أدخلته مرارا السجون بسبب السرقة بانواعها ما بين لموصوفة و عن طريق القوة أو لنصب و يشتبه فيه أن يكون سافر غلى سوريا في الصيف الأخير قبل ان يعود تزامنا مع قرب تنفيذ عمليات باريس. لقد تم تصويره عن طريق كاميرا فيو للمراقبة العمومية رفقة صلاح في محطة للتزود بالمحروقات في منطقة "لواز" حيث كان يسوق سيارة " كليو" التي تم استعمالها في ما بعد من طرف الانتحاريين في عمليات ملعب "سان دوني" . *ستة فقط من أصل "انتحاريي" باريس التسعة تمت معرفتهم إلى حدود اليوم و من بين التسعة إرهابيين الذي نفذو العمليات الإرهابية في كل من ملعب سان دوني و مسرح باتاكلان و في المقهى و المطعم تم تحديد هوياتهم، و يتعلق الأمر بالجهادي البلجيكي دو الأصول المغربية عبد الحميد أباعوض المنسق الرسمي و المدبر للعمليات الإرهابية في باريس والذي تمت تصفيته في المواجهات المسلحة التي قادها رجال الأمن على الكن الذي كان يحتمي في سان دوني، كما يتعلق الأمر بالفرنسييت ابراهيم عبد السلام)31 سنة) و بلال حدفي (20سنة) و سامي اعميمر)28سنة واسماعيل عمر مصطفاوي (29سنة) و فؤاد محمد عكاد (23سنة) المنحدر من "ستراسبورغ "و الذي تم تحديده و احدا من الانتحاريين في عملية مسرح باتاكلان.وكان الاخير يعتزم دخول سلك الجندية في 2010 و تم رفضه لكون ملفه لم يغط الشروط اللازمة ليكون من حملة السلاحنفس الشيء بالنسبة لاسماعيل مصطفاوي و سامي اعميمرو قد كان جميعهم سافر إلى سوريا.. و تُخضع السلطات الأمنيىة إلى التحقيق كلا من جواد بنداود و محمد سين المتهمين بتمكين عبد الحميد أباعوض بمقر للغقامة في سان دوني. و يواجه الأول تهمة تكوين عصابة إجرامية بيبنما يواجه الثاني تهمة تكوين عصابة إجرامية على علاقة بمؤسسة إرهابية حيث تم التأكيد في صك الاتهام على شرامته لكل من عبد الحميد أباعوض و قريبته حسناء أيت بولحسن و جواد بنداود. و توسعت ىدائرة البحث و التحقيق في بلجيكا حيث يتم التحقيقي مع أربعة أشخاص لكونهم ساعدوا صلاح عبد السلام في التنقل يوم تنفيذ العمليات الإرهابية و يتعلق الأمر بكل من حمزة. أ و محمد .أ و لعزيز .أثم علي.أو كما تحقق مع متهمين لكونهما على علاقة ببلال حدفي..كما يشمل التحقيق المدعو أحمد الدحماني الذي تم توقيفه في السادس عشر من نونبر في أنطاليا بتركيا قادما إليها من أمستردام و يشتبه فيه أن يكون على علاقة مع الجهاديين الذين نفذوا العمليات الإرهابية لباريس