رغم ما تزخر به المدن الصحراوية من موارد طبيعية متنوعة سواء أكانت ثروة بحرية أو غيرها من فوسفاط و معادن أخرى تم إكتشاف بعضها و لا يزال الكثير منها في باطنها، فإنه لم يكتب لأهل هذه الأرض أن يعرفوا القطيعة مع سياسة الفقر و التجويع التي إنتهجتها الدولة ضدهم في الماضي القريب ولا زالت تقوم بذلك دون أن يعرف السبب . وأمام هذا الواقع المرير و الظرفية المشحونة بالعديد من التطورات و القضايا الحساسة و التي تهمنا بشكل مباشر، ارتأينا نحن المعطلين الصحراويين بمدينة الداخلة باعتبارنا جزء لا يتجزأ من هذه المجتمع إصدار هذا البيان التوضيحي لعدد من القضايا و الأمور التي مر منها ملفنا المطلبي العادل و المشروع ، و الذي ظللنا نناضل لأجله بشتى الطرق الحضارية الراقية و السلمية رغم ما تعرضنا له من ضرب مبرح وسب و شتم و قذف على يد السلطات المحلية بكافة تلاوينها و تشكيلاتها. فمنذ سنة 2011 و نحن نطرق جميع الأبواب الممكنة و التي استبشرنا خيراً منها ،وذلك من أجل تسوية وضعيتنا التي لا تتطلب الكثير من العناء و الجهد ، إلا أن أحدهم لم يكلف نفسه ولوعناء الإستماع لمطلبنا و الجلوس معنا على طاولة الحوار التي تعتبر أرقى طريقة للتعبير عن الحرية و الديمقراطية التي طالما أوهمنا بأننا نعيش في كنفها ، فلا والي جهة وادي الذهبلكًويرة أو عامل إقليم أوسرد خصنا بلقاء طيلة هذه المدة ، ما دفعنا إلى تنظيم العديد من الوقفات السلمية أمام ولاية الجهة و أماكن أخرى و التي كان هدفنا منها إسماع صوتنا لكل من صم أذانه و رفض الحوار معنا ، إلا أننا لم نواجه إلا بسياسة القمع و الضرب و التخويف التي تعاملنا معها بكل وعي ونضج ، ورفضنا الانجرار ورائها رغم ما تعرضنا له من ضرب و حشي همجي و مبرح، ولم تتوقف وتيرة القمع عند هذا الحد بل تجاوزته إلى ما هو أبعد من ذلك ،كإجبار بعضنا تحت لغة التهديد و الوعيد على إمضاء محاضر إلتزام مطبوخة سلفا بمخافر الشرطة و التي هدفها الوحيد توقيفنا و جعلنا نتنازل عن مطالبنا العادلة و المشروعة، و التي لم ندخر جهدا في الدفاع عنها ، ناهيك عن مطارداتنا بأزقة المدينة و البحث عنا في كل مكان دون سبب قانوني يذكر . فرغم كل هذه الممارسات الدنيئة لم يصدر منا ولو عملا عدوانيا واحد ، ضبطنا أنفسنا و عبرنا بطرق حضارية عن رفضنا لهذه الطريقة الغير سليمة التي يتم التعامل معنا بها ، فلم تسجل ولو إصابة واحدة في صفوف القوات العمومية كنا السبب فيها ، و لم نقم بأي عمل تخريب للممتلكات العامة ولم يثبت في حقنا دليل واحد يدل على ضعفنا وعدم نضجنا ، فنحن الذين كنا دائما نرقي بأنفسنا عن الانجرار وراء هذه الدسائس و الكمائن التي كان و لا يزال هدفها الوحيد هو إظهارنا بصورة المجرمين و المخربين . و أمام كل هذه التطورات الخطيرة التي عرفها ملفنا المطلبي العادل طيلة السنوات الماضية من معاملات لا أخلاقية و غير مسؤولة ، و أمام سياسة صم الأذان و تكميم الأفواه التي إختارتالسلطات المحلية التعامل معنا بها دون سبب يذكر ، لا يسعنا إلا أن نعلن نحن المعطلين الصحراويين بمدينة الداخلة للرأي العام بكافة تلاوينه عن مايلي : _أولا : عدم تراجعنا ولو قيد أنملة عن مطالبنا العادلة و المشروعة و التي على رأسها حقنا في التوظيف المباشر و الاستفادة من خيراتنا؛ _ثانيا : سحبنا جميع ملفاتنا الإدارية من مرفق الولاية كرد فعل على سياسة التهميش والإقصاء وعدم الحوار من والي الجهة ، إذ لا ضرورة من هذه الملفات في ظل هذا التهميش والإقصاء من طرفه ؛ _ثالثا : مواصلتنا لوقفاتنا السلمية بوتيرة أكبر و أسرع ، و التي سنبقى نعتبرها الطريق الأمثل و الأنسب لانتزاع حقوقنا المغتصبة ؛ _ رابعاً : ندعو إلى إطلاق سراح معتقلي أحداث الداخلة بدون قيد أو شرط ؛ _ خامساً : دعمنا لكافة الفئات الصحراوية المهمشة و المفقرة رغم ما تزخر به هذه المنطقة من خيرات و موارد طبيعية كفيلة بإغنائها ؛ _سادساً : مطالبتنا للجميع بتوحيد الصفوف و تطوير الأساليب النضالية من أجل تحقيق الأهداف و تحصين المكتسبات التي بدأت تسلب منا ؛ _سابعا : دعوتنا كافة الهيئات و المنظمات و الجمعيات الصحراوية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان تسليط الضوء على ملفنا و مواكبة كل ما سنقوم به من عمل نضالي في القريب العاجل؛ _ثامناً : دعمنا و تأييدنا لكافة التوصيات الصادرة عن مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون والتي كانت على الشكل التالي : _ أولا: ندعو كافة الهيئات الحقوقية و المدنية و النقابية، ثم جميع الإطارات الجماهيرية إلى ضرورة تأسيس إطار مدافع عن حقوق المعطلين الصحراويين في العيش الكريم. _ ثانيا : ضرورة تمسك الجميع بالحق في الاحتجاج السلمي دفاعا عن القيم و المبادئ المشتركة. _ ثالثا : ندعو إلى إطلاق سراح معتقلي ملحمة اكديم ازيك التاريخية بدون قيد أو شرط . _ رابعا : ندعو جميع المعطلين الصحراويين إلى ضرورة الاتحاد في مواجهة سياسية الإجهاز المغربية . _ خامسا: تمسكنا الراسخ بحقوقنا العادلة و المشروعة في الحياة الكريمة. _ سادسا : تنديدنا القوي باتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي ما لم تشمل مراقبة وضعية حقوق الإنسان، ثم استفادة الساكنة الصحراوية من خيراتها . _ سابعا : دعوتنا كافة الإطارات و الفعاليات الحقوقية إلى رص الصفوف . وكمقترح منا : نقترح على جميع المعطلين الصحراويين و بكافة المداشر و المدن الصحراوية ، عقد جمع عام بمدينة العيون قصد رص و توحيد الصفوف من أجل وضع إستراتيجية نضالية موحدة واضحة المعالم نتبعها جميعا من أجل إنتزاع حقوقنا العادلة و المشروعة.