صحراء بريس/ بيان المركز المغربي لحقوق الانسان الرباط يتابع المركز المغربي لحقوق الانسان بقلق شديد الأوضاع الصحية الخطيرة لعدد لا يستهان به من ساكنة منطقة فم زكيد بإقليم طاطا (طبيب واحد لحوالي 20000 مواطن، مع انعدام شبه كامل للتجهيزات الطبية والأدوية الأساسية) بعد وفاة المرحومة باصدوق حدية يوم الخميس 31 يناير 2013 والمزدادة سنة 1996، بعدما تم نقلها من دوار لغريفة الى المركز الصحي الحضري بفم زكيد لتلقي العلاجات الضرورية، ليتم إرسالها مباشرة على متن سيارة إسعاف البلدية إلى المستشفى الإقليمي بطاطا، نظرا لتزايد حدة أعراض الزكام الحاد لديها ( الحمى المرتفعة – السعال – التعب الشديد – الأوجاع – تقئ الدم...) ، وعوض الاحتفاظ بها في العناية المركزة بطاطا ، تم ارجاعها في مساء نفس اليوم الى مسقط رأسها بفم زكيد ، حيث سلمت روحها للباري عز وجل بساعات قليلة من وصولها لبيت ذويها بحي النهضة بفم زكيد. بعد هذه الفاجعة مباشرة أصيبت ست حالات أخرى من نفس عائلة المرحومة بنفس المرض ونفس الأعراض، فتم نقلهم مباشرة يوم الاحد 3 فبراير 2013 الى مستشفى طاطا، ليتم الاحتفاظ بحالة واحدة تعاني من حمى مرتفعة، في حين رجعت الحالات الخمسة المتبقية إلى فم زكيد بعدما أجريت لهم كما قيل تحليلات طبية، وصبيحة يوم الثلاثاء 5 فبراير تم نقل 6 حالات أخرى من نفس العائلة كذلك وبنفس أعراض المرض إلى مستشفى طاطا ( أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و 13 سنة أغلبهم يتابعون دراستهم الابتدائية بمدرسة فم زكيد )، مما يطرح تساؤلات مشروعة عن مسببات هذا المرض الفتاك، في مقابل التزام مندوبية الصحة بطاطا الصمت واللامبالاة، ومن دون رفعها لدرجة التأهب القصوى وقيامها بالتحريات والإجراءات الاحترازية الضرورية الواقية من انتقال هذا المرض (؟؟؟) إلى الأقارب والجيران وعموم الساكنة، بعدما تم إرجاع جميع المصابين إلى بلدتهم بفم زكيد من دون وضعهم في أماكن معزولة بالمستشفى لتفادي احتكاكهم مع الاخرين وتقديم العلاجات المناسبة لهم، وعليه فإن المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الانسان يعلن ما يلي : * مؤازرته لعائلة وأقارب المرحومة وجميع المصابين في محنتهم هاته. * استنكاره الشديد لسياسة التكتم على هذا الوباء من طرف مندوبية الصحة بطاطا في ظل تزايد عدد الحالات المصابة يوما بعد آخر، خاصة بعدما صرحت عدة مصادر أن حالات أخرى لمواطنين بمنطقة الفايجة بفم زكيد تعاني من نفس أعراض المرض، * تنديده الاستهتار بصحة المواطنين والمواطنات من طرف مندوبية الصحة بطاطا وعدم تحمل مندوبها الاقليمي مسؤوليته كاملة في ضمان الحق الدستوري للساكنة في التطبيب والوقاية من الأوبئة والأمراض، * مطالبته وزير الصحة بالتدخل العاجل للوقوف على حقيقة الاوضاع الصحية بمنطقة فم زكيد ، بعد تزايد حدة هذا الوباء، بعدما ظهرت بداية هذا الأسبوع حالات هذا المرض القاتل بعدد من مناطق المغرب، وبكل من البلدان الشقيقة مثل الجزائر وتونس... * · مطاليته السيد وزير الصحة بفتح تحقيق حول أسباب وفاة المرحومة باصدوق حدية، والعمل على تنوير الرأي العام بحقيقة الوضع. * مطالبته الجهات المسؤولة القيام بالفحوصات الضرورية لجميع الساكنة الرحل بالمناطق المجاورة لبلدية فم زكيد وبالمناطق الحدودية مع الجارة الجزائر، مع إعطاء العناية اللازمة لهذه الشريحة الاجتماعية لأن موردها الاساسي في العيش هي الماشية وما يتطلبه ذلك من توفير لمياه الشرب وتنقية الآبار والاستفادة من الأعلاف المدعمة والتي تعرف خروقات في التوزيع، * نطالب عامل إقليم طاطا بإعادة النظر في اللوائح التي أعدتها اللجنة الإقليمية لمنح بطاقة رميد، حيث تم حرمان العشرات من الفقراء منها ، واعتبار المئات من المواطنين في وضعية هشاشة بدل وضعية الفقر المدقع ، مما يجبرهم على تأدية مبلغ 600 درهم سنويا مقابل الحصول على هذه البطاقة، فما الجدوى من اعتمادها ؟؟؟
وحرر بالرباط بتاريخ 5 فبراير 2013 عن المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان