عرفت مدينة بوجدور منذ الساعات الاولى صباح اليوم الأحد تساقطات مطرية تسببت فى حدوث سيول مائية اجتاحت عددا من أحياء المدينة وحولتها إلى برك مائية وأوحال طينية لم تسلم منها حتى الشوارع الحديثة (كشارع الحسن الثاني )، بسبب تراكم الأتربة والنفايات في قنوات الصرف الصحي بالمدينة و انعدامها في بعض الأحياء (كحي النهضة). وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى هشاشة البنية التحتية لشبكة التطهير بالمدينة، و هشاشة البنية التحتية . فقد حولت ملمترات قليلة من التساقطات المطرية التي هطلت على المدينة هذه الأيام، العديد من الشوارع والطرقات إلى مستنقعات وبحيرات مائية كبيرة ترتب عنها تعطيل حركة السير وتعطيل مصالح السكان وتعريض الساكنة لشتى أنواع المخاطر، كما خلفت خسائر مادية كبيرة على مستوى البنية التحتية، كاشفة عن التجاوزات التي لحقت صفقات إنجاز أكثر من مرفق عمومي . فحسب ما عايناه بعد جولة قصيرة بالمدينة، فقد غمرت المياه ساحة مقر بلدية بوجدور، كما أن مقر دار الشباب المدينة عزلته المياه ، وارتفع منسوبها بداخله إلى درجة تدعو إلى القلق، أما خلف مقر كوميسارية بوجدور التي لا يتجاوز عمر إنجازها الشهرين فقد أصبح عبارة عن بحيرة ، مما اضطر معه قاطنوا بعض المنازل القريبة منها الى وضع ايديهم على قلوبهم شأنهم شأن بعض المنازل بحي القطب الحضري الذين غمرت منازلهم مياه الامطار بل ان البعض منهم غادرها خوفا من حدوث الأسوأ قبل وقوع الكارثة. وشهدت الشوارع الرئيسية ( الحسن الثاني – محمد الخامس – للا مريم ...) بالمدينة احتقانا لتتحول إلى بحيرات عزلت أكثر من حي عن بعضه، واستحال على الراجلين الانتقال إلى الضفة الأخرى. فضحت التساقطات المطرية على إقليم بوجدور هشاشة البنية التحيتية ، والتي رصدت لها مبالغ مالية مهمة ، و عرت واقع الإصلاحات المفترى عليها من طرف المسؤولين عن تدبير الشأن العام بالمدينةوالإقليم . إن ما حدث يتطلب فتح تحقيق في كل الأضرارالتي لحقت المرافق العمومية، لأن الأمر يتعلق بالمال العام الذي لم يعد مسموح العبث به. فهل ستتحرك الضمائر الحية أم سيظل التفرج سيد الموقف؟