استبشر الشعب المغربي الغارق في مشاكله اليومية, خيرا بالحكومة الجديدة التي أعتبرها أحسن تجسيد لرغبة الناخبين يوم 25 نونبر المنصرم. حكومة كان يؤمل أن تتشكل من الأحزاب التي رفعت شعارات النزاهة و الشفافية, دون أن تتسلل إليها أطياف من ماض أليم مكتس بثوب الفساد و الفضائح, و التي لم تجد كبشا تفدي به خيرا من أبناء الشعب المغلوب على أمره. توالت الأيام ثم الأسابيع، و تقلدت الحكومة مقالد "الحكم"، وصار بنكيران ربان سفينة ملأتها عيوب السلف الطالح، و أصبح الأمل في أن تكون هذه هي سفينة نوح التي قد ترسو بالبلاد إلى بر الأمان و السلامة. لكن الخوف الدفين الذي سكن القلوب المغربية عاد ليطفو من جديد بعد أن غابت التحركات الحاسمة التي تمناها الشعب المكلوم، و على رأسها محاسبة المفسدين, رغم أن الفرصة كانت جد مواتية لبنكيران و فريقه لإثبات جدية برنامجهم الانتخابي، إثر هزيمة المنتخب في موقعة الغابون، و مع الضبابية التي شابت و تشوب راتب المدرب غيريتس. و عوضا عن هذا وجد المغاربة أنفسهم رهينة تعليقات يومية تكاد تكون روتينية لحد الملل موضوعها تصرفات و سلوكات وزراء الحكومة الجديدة. فهذا وزير يستقل القطار كباقي المواطنين, و آخر يتناول " البيصارة" في مقهى شعبي و .... ليس هذا ما طمح له هذا الشعب الفقير، فلكل وزير حياته الشخصية التي لا تعنينا في شيء، المغربي المتواضع ينتظر أثر القرارات الحكومية على حياته و على معيشته اليومية, المغربي الذي تعالى عن الرشاوى ليمنح صوته لمن يظن أن باستطاعته تقديم المغرب الموعود له. لذا نرجوكم كفانا من التطبيل للسلوكات الشخصية لوزرائنا المحترمين، فقد دقت ساعة العمل، أرونا أنكم على قدر المسؤولية التي ألقيناها على عاتقكم. و كل دعواتنا لكم بالتوفيق و الرسو على بر الأمان.