هنا أحاول أن أتكلم بلسان إحدى الشخصيات الطانطانية ، وللإشارة، فإن هاته الشخصية ليس لها علاقة بالواقع هي من وحي الخيال فقط . وإن حدث وتطابقت مع إحدى الشخصيات في الواقع،فان ذلك لا يعدو أن يكون إلا من محض الصدفة . وليس لنا أية مسؤولية في ذلك . أنا شاب من مواليد 67 ، 68 او 69 جئت إلى طانطان من مدينة كلميم ، كنية أبي بمعنى يركض بالحسانية درست بطانطان ، فشلت في اجتياز امتحان الباكالوريا ، لم استطع تقبل ذلك الفشل ، انتقلت إلى مدينة اكادير لأوهم الناس أنني ادرس بالجامعة . عدت إلى طانطان احمل معي فشلي ، جلست في دكان أبي ، أرى المستقبل أمامي مبهما كنت اسم على مسمى ، ظننت أن ذلك قد يكون سبب فشلي ، لدا تجردت من كل ما هو أخلاقي ، بل تجردت من كل معنى يرمي إليه إسمي . فقررت أن لا أكون طيبا ، لقد أصبحت ميكافيليا بامتياز . لكي تصل بطانطان آنذاك يجب أن تكون ...أو تكون... أو تكون ....ولأنني حريص على الوصول ، فقد قررت أن أصبح كل هؤلاء . في الانتخابات قبل السابقة ترشحت بإحدى الجماعات ونجحت ، فعرفت أني وضعت رجلي في بداية الطريق وخصوصا مع قدوم مسؤول جديد للإقليم ، تقربت منه أو بالأحرى قربني منه ، درس كل مواهبي ووظفها لصالحه . معه عرفت أني موهوبا . أغدق علي العطاء الكثير ...الكثير من البقع الأرضية بعت وبعت شيدت منازل للكراء انتقلت من بيتنا الخرب لأسكن فيلا أصبحت من رواد العقار بطانطان والوطية أيضا. تفننت في إرضاء ولي نعمتي ، انقل له الأخبار نهارا واسهر على تلبية نزواته ليلا. حتى رحل عنا ويا ليته ما رحل ، بكيت من لوعة الفراق ، لكني وصلت أصبحت رجل أعمال ، مقاول ، من رواد التعليم الخاص ، شيدت مدرسة أطلقت عليها إسم أحد الأبراج الفلكية ربما يكون برجي. يمتاز صاحب هذا البرج بالأنانية وحب التصدر والظهور وضعف الشخصية. وفي الانتخابات الموالية غادرت الجماعة لأترشح بإحدى اللوائح بالبلدية وأنا اليوم عضو بالبلدية. وبعد فقدان ولي نعمتي أصبح لزاما علي البحث عن ولي نعمة آخر لكن الله لا ينسى عباده أرسل إلينا رئيسا جديدا شكلت ثروته لغزا كبيرا حير ساكنة المدينة هو أستادنا جميعا تقربت منه فربما أكمل معه المشوار . أنا ككل رجال الأعمال الوصوليين أحب ما أحب المال العام بأي وسيلة وأخشى ما أخشاه هو سؤال أتمنى أن لا اضطر يوما للجواب عنه من أين لك هذا؟ . هذا أنا وفي العدد المقبل ساترك الفرصة لزميل آخر يفوقني براعة للتعريف عن نفسه .