احيانا نخطأ في الحكم المسبق ، نسقط احكامنا في عبارات تجعل الحقيقة نصف خيالية ، لكن الامر المحير فيما يعيشه المجتمع الطنطاني المتضارب بين الزيف المتخفي وانانية البحث عن الماديات العميقة الواضحة ، حيث يبدو المشهد بتجلياته واقع متشائم باقل ما يقال عنه ، يحكمه تناطح مميت وتشتت خطير ، يظهر بعيد منال التقارب واعادة اللحمة ولم الشمل ، هذا جراء ما ظهرت من علامات مجتمعية المختلفة الفوارق بالاتجاه والخلفيات والسند والدعم والاتكال ، فضلا عن ثقافات مجتمعية بدت مشتتة حد التناقض، مما يبدد الامال بامكانية التواصل واجراء حلقة من الانفتحات ، فضلا عن التقاربات الممكنة ، برغم كل الشعارات المرفوعة هنا وهناك كواجهة عناوين عريضة لكل الكيانات والمنظمات التي تدعي الوطنية - وقد تكن صادقة – أو خبث سياسي كيده عظيم الا ان اليات العمل ما زالت بدائية التوجه والنوايا ، مما يربط المشهد ويحبط كل توجهات جديدة او اي مبادرات وامال عريضة ، ينتظرها الشعب الطانطاني كوسيلة تحد من متاعبه ومتاهاته وتكن بوابة لانطلاقته وتطوره وتخفيف الاعباء عن كاهله. الترقب وامال الفقراء، ما زال ينتظر بحذر ليذيب جليد الصد المتراكم والعدوانية المفبركة ، بيد ابلسة الضد والعدوان المجتمعي التي تستفيد من قرصنتها وحروبها المستترة والظاهرة . قد ينظر لها البعض على انها سياسة فرق تسد ، في مفارقة لم يفهمها البعض وان اودت بحياة زكية على الارض ، او ربما بابحار محتوم عليه الغرق منذ سنين ولت ، وان لم نرغب في تفاصيل الغوص بتاريخها المندثر المبعثر حد الوجع ، الا اننا قد نكتفي للاشارة الى ما نعتقده يقض المضجع ، من خلال ما نراه ونلمسه في التعاطي الطانطاني، ذلك السهم المميت الذي حقن بالغدر والظلم والنفاق والشقاق بكل عواهن التسيس والخداع لتحقيق الفراق . هنا تراودنا احلام الوحدة مرة اخرى ، برغم كتل الغيوم الجاثمة على افق المشهد بكل علاته ، الا ان الطموح يبقى يطرح سؤال دائم ، متى نسمع عن مجتمعنا الموحد بكلمته ولملمت صفوفه المزدحمة باهات الويل والفقر والذل والمهانة؟، متى ستدرك الساكنة ان سبب بؤسها التفرقة اللعينة والمزايدات والمشاحنات ... وغير ذلك الكثير من ابلسة الظلام وصناعة الاجندات المعشعشة على ظهور الفقراء. ! كلما اينع بصيص نور يظنه المحتاج دهرا جديد يأمله خلاصا ، ليكون طعما لذيذ لبطون اينعها الطمع والجشع ، فالى متى الانتظار البائس وهل من جديد ؟ تلك اسئلة حبلى بكل الامال العطشة لطانطان الحالمة للوحدة مجتمعيا والتطور حضاريا .. فمتى يتوحد القول ويقل القيل وتتشجع العقول المثقفة ، لتحديد مصير ومستقبل اجيال منبهرة لوجودها غير المعروف سببه؟ ومتى يزول التكالب على الفرص وتدرك حقيقة الحياة والتعايش؟ متى يهدم حبل العصاة الباحثين عن نهب لقمة الفقراء ؟ متى تتغير العقول في التربية الزائفة ، التي ملئت جيوب ارواحنا شحنات الشر وسيطرت علينا وغيرت منهج مسارنا الوحدوي والتربوي والمجتمعي وفضلا عن العقائدي ، واحالته الى وجهة غريبة ، شتت صفوفنا. وهششت حبال الود والقبول بيننا ان سياسات التجويع ، بدأت بوادرها من جديد في الظهور وتحكمت في مجتمع فقير امي لدينه ، مجتمع قيدته فتن ايقدها الجهل، حتى أنسانا القضية الأم ،يلزم ان تتوحد بجهود كل المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لتثبيت أسسها بما يخدم الفقراء اولا ، والا فان كل الشعارات تبقى زائفة متصيدة بالماء العكر تعتاش على فرص الفقراء وتصعد على اكتاف الضحايا ؟ فالى متى نبقى نرتدي جلباب الكفن و نغوص في بئر الظلمات ونتشتت بسبب لقيمات ودريهمات ، اما آن الاوان لتستفيق امة ضحكت عليها الامم ، فلا حياة الا لمن عاش بكنف الرحمن وتحت ظلال وافر شجرة الاسلام المباركة ، وتطبيق شريعة العدل الالهي التي حمل مشعل لواؤها رسولنا الكريم ( ص) لينقل امتنا من بطون التيه والظلمات الى افق النور والحضارات ، فهل من مجيب يا ساسة ونخب وقيادات طانطان او غيرهم !؟