"من الصعب ان تتعايش مع أناس يرون دائما أنفسهم على صواب" الدكتور على شريعتي
أسالت التكليفات في مناصب المسؤولية - بصفة مؤقتة - التي قام بها المديرون المعينون بصفة رسمية أو أولائك المكلفون بتدبير شؤون الأكاديميات بصفة مؤقتة بناء على رسالة وزارية في الموضوع ، الكثير من المداد كما تلاها الكثير من اللغط بعضه لم يترك حتى اعراض الناس وخصوصياتهم ؟ قد نتفق وقد لا نتفق مع المسؤول عن القطاع الذي تخوله السلطة التقديرية اقتراح من يراه اهلا لهذا المنصب او ذاك ، و السؤال الذي يجب ان يطرح هل العيب في القانون ام هل هناك شطط او زيغ في تطبيقه ؟ بعض المتذمرين او المشتكين من هذه العملية في مختلف المديريات على امتداد رقعة الوطن يرون ان المعايير المعتمدة يجب ان تكون واضحة وشفافة ، اما أن الذين في قلبهم مرض فلا يرون في المناصب سوى مناسبة للظفر بنصيب من الكعكة وان كل قسمة هي ضيزى ما لم تشملهم و خرجوا منها خاويي الوفاض او كما يقول المثل المصري "خرجوا من المولد بلا حمص ". بعض هؤلاء المدعين بالاحقية أزكت رائحة فسادهم أنوف المتتبعين من اهل القطاع وغيره ،والفساد كما تعلمون اشكال وألوان : فالتجبر فساد ، والتعالي فساد ، والتغول فساد ، والتقاعس فساد، وترك مقر العمل بالايام فساد، واهمال وتراكم ملفات الموظفين فساد، وعدم ضبط الوضعيات فساد ، فساد في فساد في فساد وهذا الفساد هو حديث جميع من خبر هذا القطاع واطلع على خباياه وسبر اغوار دهاليزه . بعض هؤلاء ، لا شغل له طيلة مشوارهم - هذا إن كان لهم أصلا مشوار - سوى طعن زملائهم في الظهر وحبك المؤامرات ضدهم، ونعثهم بما ليس فيهم ، ومحاولة خدش سمعة بعضهم الناصعة والشفافة كالبلور، هؤلاء لا يرون في المناصب سوى مطية لقضاء مأربهم الشخصية ومآرب ذويهم و مأرب من هم على شاكلتهم ، هؤلاء يتخذون المنصب بعبعا يخيفون به الاخرين ا قناعا يتوددون به ويستدرون به عطف ورضى من لا يقدرون على مجابهتهم ، بعضهم يحتمي ببعض الفاسدين النقابيين مقابل اتاوات عينية او قضاء اغراض خاصة من قبيل تنقيل او تفييض او قبوع ، وبعضهم - والعياذ بالله -يجمع بين كل هذه الصفات ، ومع ذلك يحلو لهؤلاء المغرورين ، المرضي بأقبح أنواع النرجيسية و الغطرسة المتعنتة والهيمنة والعدائية والبحث الدائم على النفوذ و الإعجاب ، يحلو لهم أن يتبجحوا في مجالسهم وعبر أقلام مأجورة بانهم هم الأولى بكل منصب وأنهم وحدهم المؤهلون والعارفون والمتمكنون والقادرون / "انا وحدي نْضْوي البلاد "، هؤلاء وامثالهم مهما كان المنصب الذي يشغلونه ، زين لهم أفعالهم وشجعهم على المضي في غيهم ، ضعف الرؤساء المباشرين وخوفهم من عضتهم لذلك فهم يتقون شرهم أحيانا بالسكوت على ما هم فيه أو- وتلك هي الطامة الكبرى-بترقيتهم إلى مناصب أعلى. ولكن عندما يظهر مسؤول جريء و قادر على تحريك هذه المياه الآسنة ، ويحدث رجة تخلخل كيان أمثال هؤلاء، ينبرون له بالوعد والوعيد والتهديد ، لأنه تجرأ على مملكتهم الخاصة التي ينوون تسجيلها في الملك العقاري باسمائهم وربما لابنائهم من بعدهم . ولا يقف امرهجومهم عند حدود المسؤول المباشر بل يطال زملاءهم بالتشكيك في اهليتهم ومؤهلاتهم في تولي المناصب التي اقترحوا لها وكانه ليس فوق علمهم عليم ولا تضاهي كفاؤتهم كفاءة ولا احد يملك من المؤهلات ما يملكون ،هذا ، ولا يكتفون بادعاء امتلاك صكوك الاحقية فيما هم غير مؤهلين له، بل يبدون تعاطفا زائدا مع بعض من لم يشملهم اسناد أي منصب ليس من باب التضامن معهم ، حاشا وكلا ، بل من اجل الركوب على قضيتهم لتاجيج الصراع والباس الباطل لبوس الحق . من حق أي كان ان يتساءل عن المعايير المعتمدة في اسناد هذا المنصب او ذاك ، ولكن ليس من حق أي كان ان ينصب نفسها حكما يوزع المناصب على مقاسه ويوزع الإتهامات يمينا وشمالا ويطعن في شرف الناس وينتقص من قدرهم ويرميهم بما ليس فيهم وإلا فهاتي برهانكم ان كنتم صادقين . من تكون هذه هي صفاته وهذا هو ديدنه ، فحتما لا يستحق ان يكون في مناصب اية مسؤولية صغر أو كبر شأنها . اسمحوا لي أن أختم بقولة بليغة لعميد الادب العربي الدكتور طه حسين رحمه الله تعالى : " اياك و الرضى عن نفسك فانه يضطرك الى الخمول ، واياك والعجب فانه يورط في الحمق ، واياك واياك والغرور، فانه يظهر للناس نقائصك ولا يخفيها الا عنك ."