أعطى الملك "محمد السادس" خلال زيارته الاخيرة لجماعة صبويا التابعة لاقليمسيدي افني أواخر سنة 2007 انطلاقة مشروع ضخم لتزويد 19 دوار بجماعة صبويا بالماء الصالح للشرب وللتخفيف من معاناة الساكنة خصوصا بعد توالي سنوات الجفاف،لكن سيف ما بات يطلق عليه في المنطقة مافيات المشروع الملكي لتزويد المنطقة بالماء مسلطٌ على سكان جماعة صبويا، في وقت لا تدور عجلة التنمية في المنطقة. فالمياه تشح والاستثمارات في بناها التحتية ضعيف. وتتعثر مساعي الجالية المقيمة بالخارج لتدخل قصد الدفع بالمنطقة إذ تبحث عن حلول لأزمات عدة تتخبط فيها الجماعة بداية بنهب مخصصات مشروع الماء الصالح للشرب مرورا بفضيحة مشروع الصبار حيث أدرجت الجهة المسؤولة عنها اسماء اشخاص توفوا منذ سنوات على أنهم استفادوا من غرس مساحات شاسعة تابعة لهم بفاكهة الصباروهو ما نفاه عدد من المواطنينإانتهاءاً بجريمة الاعتداء على حرمة الاموات بتحويل مجرى الوادي صوب المقبرة ما نتج عنه تعرية القبور وظهور رفاث الاموات وهو ما نشره موقعنا حينها. وأخفقت مساعي الدولة الى وقف العبث بهذه الجماعة،لان مافيا هذه المشاريع ليست مافيا واحدة، على خلاف ما يوحي اسمها. لذا، الاقتصاص منها عسير. فهي شبكة رخوة وسريعة الحركة والتكيف وتتفوق على السلطات في تأمين الوثائق التي تثبت احترامها للمساطر وتستغل نفوذ البعض. والحل الأنجع لمكافحة هذه المافيا هو تحسين البنى التحتية وتقويم شطط مشاريع التنمية التي، طوال عقود، صبت في خدمة النخب والمنتخبين بشكل خاص مخلفة وراءها ألاف الفقراء من غير حماية. والمشروع الملكي للماء الصالح للشرب مهمل منذ وقت طويل والفساد مستشر فيه،لكن لم يفوت أوان شل عمل المافيا التي تنهب مقدرات المنطقة وتستغل بؤس الناس للاغتناء. ويتوق ابناء المنطقة وخصوصا افراد الجالية الى فتح تحقيق في ما شهدته مشاريع المنطقة من نهب منظم تقوده عصابة معروفة لردع مافيا الفساد و تذليل مشكلات المياه وغيرها من مشاريع ضخمة. ويرى بعض افراد الجالية أن رئيس الجماعة "أرام" هو من يجب أن توجه له سهام النقد والشجب،وبقاءه يعني أن مثل هذه المشاريع نهايتها الانزلاق الى الفساد. فكلما ارتفعت كلفة المشروع، تعاظمت فرص السرقة. والفساد هو وراء إخفاق المشاريع الكبيرة وترجيح كفة قادة مافيا المنطقة. فهل تكون زيارة الملك المرتقبة للمنطقة فرصة لمحاسبة هذه المافيا والوقوف على النهاية الماساؤية لمشاريع ضخمة لم يكتب لها النجاح؟