هبت كارثة طبيعية على المنطقة على شكل سيول جارفة ، ابتدأت في مدينة كلميم قبل أن تنتقل إلى مدينة سيدي افني وايت بعمران ، واستمرت مدة طويلة تركت وراءها أضرارا في الأرواح والبنيات التحتية العامة والخاصة ، وتركت المئات من الأسر بدون مأوى أو سكن يقيها صقيعا وبردا في ظل غياب تام للدولة ومؤسساتها ومصالحها اللامركزية ، وارتأيت الحديث عن انتظارات آلاف المواطنين بالمنطقة وكلهم آمال في تحرك الدولة في إنقاد أبناء اتفاقية امزدوغ ، ولكن قبل ذلك لا بد أن نتوقف عند مجهودات الدولة بشكل ملخص إبان الفيضانات وبعده فيما يعرف بأيام تقديم المساعدات . بعيد وقوع الكارثة الكارثة : فيما نحن نخطط هذه الحروف لابد أن نسجل على أن الكارثة توقعتها الأرصاد الجوية الأمريكية التي أبلغت نظيرتها المغربية منبهة إياها بالأمطار غير المعتادة في المنطقة ، وهذا وفر بطبيعة الحال وقتا إضافيا ثمينا لتوزيع نقط انقاد أمام الأودية ، والأماكن الخطرة ومعها عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية ووضع المروحيات في وضع استعداد وتعيين أماكن إيواء المحاصرين بعد إنقاذهم ... لكن شيء من هذا القبيل لم يقع ولم تتحرك لا السلطات المركزية ولا الإقليمية لتفادي الخسائر المتوقعة. لكن ماذا وقع ؟ السيدات والسادة رجال ونساء "الدولة " ، "مسؤولين كبار" عسكريين ومدنيين أبو إلا أن يسجلوا ملحمة تاريخية كحلقة بارزة من حلقة العداء مع المنطقة وتوشيحا جديدا لمغرب الدستور الجديد ، فأصبحت الكلاب تنوب عنهم في افتراس أشلاء المواطنين وتلعب سيول الأودية بجثتهم وممتلكاتهم كتلاعب البحر بأحيائها، وأصبحت الكثير من المنازل مقابر ساكنيها ، (وعلى سبيل المثال لا الحصر الشيخ الذي انهار عليه منزله الطيني بجماعة امي نفاست بدوار المدنة)، وأصبحت أوحال الأودية مأوى أخيرا لمن وجد نفسه محاصرا بالسيل الجارف للوديان ، ومن كان منهم محضوضا في العثور على جثثه ، فإن وسيلة نقله إلى مثواه لن تكون غير ناقلة أزبال وأغصان الأشجار ، سأقف هنا ولن أطيل في سرد أحدات يعرفها القاصي والداني . حول مساعدات لدولة : لم تحرك القنوات العمومية لتعلن عن ما حدث إلا بعد فوات الأوان ولم تتجاوز تغطية هذه "الأجهزة الإعلامية" لهذه الأحداث المأساوية سوى دقيقة أو دقيقتين على الأكثر خلال الفترات الإخبارية ، السلطات تنتظر غرق مزيد من المواطنين وربان احد الطائرات المروحية التائهة التي أحدثت ضجيجا بلفاتها البهلوانية ولم تتوانى الأجهزة الإعلامية في متابعة تلك المروحية فهاهي هنا توزع بعض "الخنيشات" وتتابع تحليقها كمن عاد من حرب عاتية . رغم كل ذلك وها نحن نودع الكارثة بشهور والبنيات التحتية الطرقية على الخصوص كما تركتها السيول ، ففي ما يشبه در الرماد في العيون توزع إحدى الشاحنات الأتربة على الطرق ولسان واقعها يقهقه على "مغرب TGV " و"الترامواي البرمائي" . أما الساكنة التي تضررت منازلها كليا أو جزئيا فهي في طي النسيان ، فالاجتماعات التي عقدت في مقر العمالة "الباشوية سابقا" بحضور رئيس الدائرة باعتباره عالما بما وقع في دائرته وفي دراية بما يلزم اتخاذه من إجراءات كل تلك الاجتماعات ما هي إلا ضجيج وشطحات معهودة في مثل هذه الأحدث ، حيث سرعان ما تنتهي النتائج بالأصفار وتتلاشى شيئا فشيئا ولطالما يحبب مسؤوليها ذلك طالما أنها موجهة للاستهلاك الإعلامي لا غير . إن الأمر لا يتعلق بشخصية بارزة ولا شريفة..... ولا يتعلق الأمر بملك أو أمير من أمراء السعودية أو الإمارات لكي نعلن الحداد وننكس الأعلام ويسابق المسؤولون الزمن لأجل فحص كل صغيرة وكبيرة والعمل أكثر من اللازم... وإنما يتعلق بمزاليط الأمة ، ولكن وجب تذكير أن هؤلاء هم الذين قاوم أجدادهم وآباؤهم بينما بقي الأبناء والأحفاد يقاومون . إن مناسبة إثارتي لهذرة الأحداث يرجل للأسباب التالية : الأول: عدم تنفيذ السلطات لوعود ها في مساعدة الساكنة لحد الآن رغم تسجيل الأضرار اللاحقة بالمواطنين. الثاني: يتعلق بكون الساكنة مازالت تنتظر المساعدات في كثير من المناطق مساعدات الإصلاح والبناء على الخصوص، ولكون الأمر دخل في طي النسيان عند المسؤوليين وجب التذكير به. الثالث: يتعلق بحالة الطرق السيئة التي لم تعد صالحة لمرور المواطنين بأرجلهم ودوابهم فما بالك بالسيارات . الرابع : تنبيها ، لعل بعض المسؤولين يستيقظون من سباتهم العميق ، وعظم الله اجر ساكنة ايت بعمران في بعض المسؤولين الآخرين !