بعدما تم الأساس لمشروع النواة الجامعية ببوابة الصحراء ، والذي إستبشرت به ساكنة الإقليم والمنطقة ككل ، وظهرت المعالم الأولى لبناء الشطر الأول على مساحة خمس هكتارات بإنشاء المعهد العالي للتكنولوجيا في مرحلة أولى على أن تتم بناء باقي مرافق التخصصات الأخرى على المساحة المتبقية من ثلاثون هكتار والتي إختارها رئيس المجلس البلدي بكليميم (عبد الوهاب بلفقيه ) على مقاسه الخاص ، وبمساومة مسبقة ، ومحبوكة بعناية فائقة مع بعض ملاكي أصحاب العقارات ، بدأت أول بوادر فشل المشروع تطفو على السطح بعدما تم تفويت الشطر الثاني لمقاول ظل يراوح مكانه نتيجة العراقيل التي إعترضته من طرف ملاكي الأرض التي سيقام عليها هذا الشطر ليقرر في النهاية حمل معداته ، وأجهزته ، ويتخلى بصفة نهائية عن تنفيذ هذه الصفقة خاصة ، وأنه ليست هناك أية ضمانات قانونية تحميه من تنفيذ هذا الشطر . الغريب والأدهى هو لماذا لم تسلك البلدية مسطرة نزع الملكية قبل وضع اللبنات الأولى لإنجاز هذا المشروع ؟ أليس هذا تراميا على أملاك الغير ؟ لماذا لم تتم تسوية وضعية العقار قبل بدء الأشغال خاصة وأن ثمن المتر المربع آنذاك لا يتجاوز 130 درهم للمتر مربع (أنظر منشور مصلحة الضرائب والتسجيل بكليميم لسنة 2009 / 2010 ) الشئ الذي سيكلفنا مبلغا ماليا بسيطا مقارنة مع مبلغ 174 مليار سنتيم التي أستهلكت في التنمية الحجرية ، وفي مشاريع إستهلاكية جُلها مغلقا وغير مستغل ، ومشاريع إنتهت ولا زالت أمام أنظار المحاكم لتقول العدالة كلمتها ؟ أليس هذا حيفا وسوء تدبير ؟ لماذا يتم التطبيل لتنمية حجرية إسمنتية لا توفر حتى الحد الأدنى من مناصب الشغل القارة للمعطلين من أبناء المنطقة ؟ في الوقت الذي يحاول فيه المجلس البلدي الإستغناء عن مشاريع لها بعد إستراتيجي قوي في التنمية الإقتصادية والإجتماعية للمنطقة ؟ أليس هذا شرودا إقتصاديا ، وتبذيرا واضحا للمال العام ، ولرأسمال الدولة ؟! لماذا يتم الآن التراجع عن الورش الكبير ؟ وماهي الخلفيات الحقيقية وراء ذلك خاصة وأنه يتم الترويج بالدعاية لتهريب هذا المشروع صوب مدينة أخرى أو وجهة معينة !!؟ إن إستكمال المشروع الجامعي إبن زهر بكليميم سيوفر على الساكنة الكثير من عناء السفر ، والإيجار ، والمأكل للذهاب إلى مدينة أكادير أو مراكش أو الرباط أو غيرها لتسجيل أبناءنا بهذه الكليات . كما سيساهم وجود الجامعة هنا في تحسين الوضعية الإقتصادية مماسيساهم في تحسين دخل الأفراد والعوائل خاصة في الأحياء القريبة من الجامعة ..كما أن هذا المشروع يوجد في منطقة تعد من الأقطاب الحضرية الجديدة التي تعرفها المنطقة ، والتي ينتظر منها أن تأوي أكثر من 30 ألف نسمة ..فهل ستتحرك السلطات الوصية للتدخل لتضع الأمور في مجراها الحقيقي حتى لا تتم مصارة هذا المشروع الحيوي .