عجبا لقوم يقرؤون سير من سبقهم ولا يتعظون",هكذا قلت أول ما شاهدت خبر سحب الجنسية الكويتية من الشيخ الفاضل نبيل العوضي,وهو الداعية الإسلامي الذي تمكن من الوصول إلى الروهينجا المسلمين,المستضعفين,الذين يحرقون يوميا وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد,كما انه الإنسان الذي سخر ماله وجهده لإنشاء قناة"شامنا" وهي التي تسهر على توثيق الفضائع التي يتعرض لها مسلمو سورياوالعراق,في ظل الصمت العربي والدولي تجاه الإبادة التي يتعرض لها أهل السنة والجماعة,وفي ظل القتل على الهوية الذي يسري "على عينك يا تاجر".. وبما أن هؤلاء الحكام لا يرحمون ولا يسمحون للآخرين أن يرحموا المستضعفين من النساء والولدان,فقد تقرر سحب الجنسية من مواطن كل ذنبه أن تحرك ضميره وانتصر للحق مبلغ جهده,وذلك تزلفا لمن يجوب الشوارع مناديا بموت"أل صباح",فرغم ما يمتاز به الروافض في الكويت من وظائف سامية,بعثات علمية مجانية, حرية تعبير غير معهودة,وعطل لمزاولة الشعائر الصفوية,فان الله أبى أن يرضيهم على أل صباح,بل وصل الأمر إلى أن "ياسر الحبيب" وعشرات الشيعة المرابطين بانجلترا, "عدوة لأل البيت" كما يحلو له تسميتها,حملوا لافتات عليها صور مذابح أهل السنة بسوريا,منادين بتدخل المنظمات الدولية ضد ما يلاقيه الشيعة في الكويت من تضييق ومصادرة للحريات.. ولعل المدهش في الأمر هي كثرة المساجد الشيعية بالكويت,رغم صغر الدولة,وحينما نقول مساجد شيعية فذلك يعني قبلة غير قبلة المسلمين,مواقيت مختلفة للصلاة,وطريقة مغايرة للأذان..إضافة للمساجد نجد عشرات الحسينيات,التي تحتوي على سراديب,غرف مظلمة,وبنايات غريبة غير مرخصة,وتعتبر وكرا للمتعة والممارسات الجنسية الشاذة,و كذلك مقرا سريا لانعقاد الاجتماعات وعقد الصفقات وإيواء المجرمين من مختلف الدول,وهي الحسينيات التي يتغنى فيها بقتل المسلمين ومدح نصير الدين الطوسي وابن العلقمي.. وقعت الكويت في فخ الروافض,وبعدما وزعت الجنسية على الوافدين من إيرانوالعراق خاصة,وصار هؤلاء الوافدون يتسللون إلى المناصب المهمة في الدولة,ويستولون على أركانها و أسسها,إضافة إلى تكثير النسل بمختلف الطرق الشرعية وغير الشرعية.. وبهذا أصبح للصفوية وزن هام في الدولة,بل أن بعض الناشطين الإيرانيين يصنفون البلد كمحافظة إيرانية,وهذا واقع جلي,فأي قرار أو استنكار لما يجري بالعراقوسوريا وغيرهم من البلدان التي ترزح تحت وطئة الاستعمار الإيراني,يعني تحريك القاعدة الشعبية الشيعية المتلهفة لدماء أهل السنة والجماعة,المتطلعة إلى إحراق الأخضر واليابس.. هكذا يمكننا أن نعرف حقيقة سلب الجنسية من الداعية الإسلامي,ويترتب على سحبها الاستيلاء على الحسابات البنكية والملكيات العقارية,وحرمان الأبناء من الدراسة,وبذلك توجه رسالة غرام وهيام لطهران,فالقضية تكمن في قناة شامنا,ونحن نعلم عقوبة من ينتصر لسوريا,أحفاد الصحابة,لاسيما وقد لاحظنا كيف عصف بحكم مرسي بعد ترضيه عن الصحابة في عقر دار إيران.. لطالما انتصر أهل السنة والجماعة لحاكم الكويت,وذلك درئا للمفسدة وشدا لعضد الدولة,رغم ما يلاقونه من قمع الحكومة وتضييق, ومن استفزازات المواطنين الشيعة,الذين يحلوا لهم التجول في الشوارع والأحياء لاعنين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم,طاعنين في عرضه الشريف..كل ذلك على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام وكذا رجال الأمن,ومن امن العقوبة أساء الأدب.. ليس الأمر حكرا على الكويت فقط,ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه المواطنون في مملكة البحرين,تحركا حكوميا وامنيا تجاه ما يحدث لأهل السنة والجماعة,فالكل شاهد كيف أصبح الشيعة هناك يتربصون للمؤذنين وأئمة المساجد وكيف أنهم عمدوا الى قطع لسان مؤذن كل جرمه انه ينادي للصلاة,كما قرأ الكل عن خبر المعلمة التي كانت تتعمد إذلال طفل صغير,بإجباره على تقبيل قدمها بسبب اسمه"عمر",ليس ذلك فقط بل أن الشيعة هناك يشنون هجمات شرسة وقاتلة على المرافق العمومية وعلى رجال الأمن,مما أودى بحياة عدد منهم ومن المدنيين الذين توافق وجودهم مع تلك الهجمات,واغرب ما في الأمر أن يخرج أولئك القتلة من تلك الجرائم كالشعرة من العجين.. وكل من يتتبع الحقائق,يعلم ما يمتاز به الروافض في البحرين مما يجعلهم في بعض الأحيان فوق مستوى المحاسبة أو المحاكمة ورغم ذلك فان ربك يأبى إلا أن يصب الصفوية جام غضبهم على الحاكم سبا ولعنا,ولا يخفون نيتهم في الإطاحة به وبحكمه,وفي الوقت الذي كان فيه أهل السنة والجماعة ينتظرون القصاص من القتلة,سواء الذين يتصيدون رجال الأمن أو الذين يقومون باستهداف المواطنين في مختلف المرافق,إلا أن الحكومة هناك لا تزال تفاجئ أهل السنة والجماعة بإقرار امتيازات مضاعفة للديانة الشيعية,وعفو شامل على المتورطين في التفجيرات الإرهابية,والعمليات الانتقامية..خطبا لود من يجوب الشوارع لاعنا عائشة أم المؤمنين,سابا للشيخين.. المملكة السعودية ليست بمعزل عن ذلك,ففي الوقت الذي ينتظر فيه العالم زجرا صارما لمن يتبول على مقابر الصحابة الكرام,ويتسلى بكتابة أسماءهم في دورات المياه وأماكن القذارة,في الوقت الذي تقوم فيه مظاهرات غوغائية قادمة من القطيف,الإحساء,العوامية,وتستهدف هذه المظاهرات أماكن الحج لتعطيلها واستفزاز مشاعر الحجاج القادمين من كل البلدان عبر سب الصحابة وأمهات المؤمنين,وخلط ذلك بالانتصار لفلسطين,مما كان يضع رجال الأمن في ورطة أنقذهم منها تطوع العديد من المواطنين والحجاج للدفاع عن قبر النبي وقبور أصحابه وزوجاته.. كان اهل السنة والجماعة ينتظرون اقامة الحد على من قبض عليه بالجرم المشهود,فإذا بهم يتفاجئون بتعيين أول وزير شيعي,إضافة إلى إقرار امتيازات إضافية للأقلية الشيعية التي أصبحت بذلك فوق كل اعتبار.. ذلك لعمري,يذكرني بما قراناه في كتب التاريخ عن كيفية دخول التتار لبلاد المسلمين,حيث انه بعد تعيين ابن العلقمي كوزير للخليفة العباسي, وكان الخليفةُ على مذهبِ أهلِ السنةِ ، كما كان أبوهُ وجدهُ ، ولكن كان فيه لينٌ وعدمُ تيقظٍ ، فكان هذا الوزيرُ الرافضي يخططُ للقضاءِ على دولةِ الخلافةِ ، وإبادةِ أهلِ السنةِ ، وإقامةِ دولةٍ على مذهبِ الرافضةِ ، فاستغل منصبهُ ، وغفلةَ الخليفةِ لتنفيذِ مؤامراتهِ ضد دولةِ الخلافةِ ، وكانت خيوطُ مؤامراتهِ تتمثلُ في ثلاثِ مراحل: المرحلة الأولى: يقول فيها ابنُ كثيرٍ : " وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف "[ البداية والنهاية : 13/202 ] المرحلة الثانية: يقولُ ابنُ كثيرٍ : " ثم كاتب التتارَ ، وأطمعهم في أخذِ البلادِ ، وسهل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقةَ الحالِ ، وكشف لهم ضعفَ الرجالِ " [ البداية والنهاية : 13/202 ] . المرحلة الثالثة: النهي عن مقاتلة التتار,تثبيط الناس, وأوهم الخليفةَ وحاشيتهُ أن ملكَ التتارِ يريدُ مصالحتهم ، وأشار على الخليفةِ بالخروجِ إليهِ ، والمثولِ بين يديهِ لتقع المصالحةُ على أن يكونَ نصفُ خراجِ العراقِ لهم ، ونصفهُ للخليفةِ ، فخرج الخليفةُ إليهِ في سبعمائةِ راكبٍ من القضاةِ والفقهاءِ والأمراءِ والأعيانِ .. فتم بهذهِ الحيلةِ قتلُ الخليفةِ ومن معهُ من قوادِ الأمةِ وطلائعها بدونِ أي جهدٍ من التتر.. ثم مالوا على البلدِ فقتلوا جميعَ من قدروا عليه من الرجالِ والنساءِ والولدان والمشايخِ والكهولِ والشبانِ ، ولم ينج منهم أحدٌ سوى أهل الذمةِ من اليهودِ والنصارى ، ومن التجأ إليهم ، وإلى دار الوزيرِ ابنِ العلقمي الرافضي [ البداية والنهاية : 13/201-202 ] وقد قتلوا من المسلمين ما يقالُ إنهُ بضعةُ عشر ألفِ ألفِ إنسانٍ أو أكثر أو أقل ، ولم يُر في الإسلامِ ملحمةٌ مثلَ ملحمةِ التركِ الكفارِ المسمين بالتترِ ، وقتلوا الهاشميين ، وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين ، فهل يكونُ موالياً لآلِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم من يسلطُ الكفارَ على قتلهم وسبيهم وعلى سائرِ المسلمين ؟ [ منهاج السنة : 3/38 ] وقتل الخطباءُ والأئمةُ ، وحملةُ القرآنِ ، وتعطلت المساجدُ والجماعاتُ والجمعاتُ مدة شهورٍ ببغداد [البداية والنهاية : 13/203 ] من له ادني دراية الأمر يعلم أنها نفس المراحل التي تنتهج في دول الخليج,وفي أخر هذه المراحل نرى كيف ان الخليفة المستعصم كان آخر أمره أن يداس رفسا بالأقدام لحد الموت, كل ذلك وهو ملفوف في بساط أو قيل جعل في كيس لئلا يلوث دمه المكان,بنصيحة من ابن العلقمي الذي أشار على ملك التتار بذلك,وكان من عادة التتار أن لا يسفكوا دماء الملوك والأكابر..
وتلك سنة الله في خلقه,يأبى أن يرضيهم عنهم ولو قدموا لهم الأعين على أطباق من ذهب..أما التذرع بان الشيخ يناصر جبهة النصرة,فهذا ضحك على الذقون فنحن نعلم أن الشيخ ابعد ما يكون عن ذلك, كل همه كان أن يساند المستضعفين بالمأكل والمشرب والسكن,لا غير,أما من يقتل الشيوخ والنساء ويستمتع بذبح الرضع فنعلم أن جلهم متطوعون قدموا تحت سمع وبصر الحكومات الخليجية وخاصة أفراد حزب الله الكويتي,الذي يصول ويجول في سورياوالعراق,معملا القتل والذبح,طلبا لخروج المسردب الذي لم يولد قط..