أكلميم حاضرة وادنول نسبة إلى نول لمطة المنتمية إلى قبائل صنهاجة الكبرى أو ازناكة التي تذكرنا بابن تاشفين أبرز أمراء الدولة المرابطية الذائعة الصيت في شمال إفريقيا / تامازغا وجنوب شبه جزيرة إيبيريا أو الجنوب الغربي لقارة أورويا ، ذاك الذي رد على رسالة مطولة تنطوي على تهديد وتوعد أحد ملوك اسيانيا الحالية بعبارة مقتضبة مفادها " إيرا نزر " /ⵉⵔⴰⵏⵣⵔ / IRANZR أي سنرى في الصفحة الخلفية لذات رسالة الملك الإسياني لمكا عزم ابن تاشفين على غزو جنوب اسيانيا الحالية ردا للاعتبار وإنقاذا للشرف . هذه المدينة أكلميم التي لعبت أدوارا تاريخية واقتصادية غير خافية في مراحل ومحطات أسايية منذ القرون الغابرة ، ولأجل ذلك سماها الحسن الثاني باب الصحراء لما تتميز به من موقع جغرافي استراتيجي ذي أهمية كبرى لاحتلالها موقعا وسطا بين المحيط وبين طرق إكابارن ( القوافل ) التجارية عبر تامدولت أواقا غير بعيدة عن مركز طاطا الحالية بعد اضمحلال دور مدينة وحضارة تامدولت لبعدها عن الطرق الساحلية بمحاداة المحيط الأطلسي . أكلميم هذا الاسم الأمازيغي الصنهاجي يعني " الحفرة " كما لا زال يحلو لكهولها وشيوخها المتأصلون إطلاق هذا الاسم عليها اعتبارا لموقعها بين التلال /الكويرات الأربع ( أكادير ندبيروك & كويرة اليهود ( مقبرة قديمة منذثرة ) & كويرة تامبللولت & لقشلت أو كويرة الغولا ) يظهر جليا للمشاهد والمستطلع المتمركز في جبل تاييرت أو بمركز إيمي نفاس أي فم الواد ، كانت هذه المدينة من أهم مراكز جيش التحرير ومنها كانت تنطلق القرارات والتوجيهات لتدبير خطط الهجمات المنسقة والحملات المدبرة اتجاه الشمال الغربي نحو أيت باعمران وإفني وصوب الشرق إلى أم العشار والحمادة وبقية أزواد / الصحراء . وموقع أكلميم هذا لا يجعل منها مدينة العبور أو الترانزيت فحسب ولكنها البوابة الرئيسية لاخراق السلاسل الجبلية في جميع الاتجاهات باني وتايسا والواركزيز والاطلس الصغير أي أن لها خمسة منافذ رئيسية إلى أيت باعمران وإفني في الشمال الغربي على امتداد الطريق الوطنية رقم : 12 المسماة إفني/الراشدية ومنذ ثان لطانطان وبقية الصحراء ومنفذ ثالث إلى الشاطئ الأبيض والمحيط الأطلسي عبر لكصابي تاكوست أيت الحسن ومنفذ رابع إلى أزاغار حيث تزنيت وبقية سوس ومنفذ خامس صوب الرك حيث إيزافاضن وأسا وأزاك، إلى تين ضوف أي ديالت راقب في الحمادة وما جاورها . والذي يلاحظه الداني والقاصي أن طفرة تنموية وهيكلية بنيوية قد همت هذه المدينة منذ العشرية الأولى من هذا القرن بحيث نالت اهتماما واضحا رد إليها قسطا من الاعتبار التاريخي والجغرافي خصوصا بعد أن حظيت بالزيارتين الميمونتين للملك محمد السادس سنتي 2005 & 2007 وما تلاهما من إغداق أغلفة مالية على درجة كبيرة من الأهمية مما مكنها من إعادة هيكلتها وتقوية بنيتها التحتية بالرغم من معاناة الشركات والمقولات واشتداد الضغوطات عليها قبليا وبعديا أي في بداية إنجاز أو تنفيذ صفقات الأشغال والأوراش والعهدة على كواليس المدينة والناحية وما جاء في تدخل أحد الوزراء في جلسة برلمانية مؤخرا والحكمة تقول لا دخان بدون نار ، على أن بحثا وتحقيقا ميدانيا بسيطا يجرى مع مدبري صفقات وأوراش الأشغال كفيل بالكشف عن المستور وعن فضح سبب اغتناء القطط السمان وولوجهم قائمة المليارديرات في ظرف قياسي استطاعوا خلاله الإطباق على كل شيء ابتداء من صفقة مشروع سوق مرجان وما صاحبها من تلاعب وغبن بحقوق أرباب الأراضي السلالية أو الجموع وانتهاء بالقصور الفخمة المبتوتة في حي تادارت بأكادير وتاييرت وأيت باعمران بدائرة إفني . على أن الذي يستعصي على الفهم والاستيعاب كيف تم الاقتصار على تشييد الأبواب أو الأقواس الإسمنتية الأربعة في مدينة أكلميم في شمالها وشمالها الغربي وجنوبها وغربها وحدث إغفال أو استثناء الجهة الكبلية/الشرقية أي اتجاه قبائل إيزفاضن وأيت حماد وأيت أوسا واركيبات الشرك، بحرمانها من الباب والقوس الخامس وكأن لدى من هندس وخطط لأبواب أكلميم رغبة في عمد اكتمال النجمة الخماسية الرمز الذي يتوسط العلم أو الراية المغربية ... وهل لهذا الاستثناء خلفية سياسية أم ماذا ؟