تعرف منطقة تغجيجت هذه الأيام حملة نظافة في إطار عملية الإنعاش الوطني وتقول السلطات أن هذه المبادرة تشمل كل مناطق المغرب وتهدف إلى حماية البيئة والمحافظة على نظافتها وبالتالي فان هذه العملية لا تدخل في إطار ما يسمى بالإنعاش الوطني الذي يتواجد في العديد من المناطق كبويزكارن ،وكلميموالعيون وفم الحصن بإقليم طاطا وباقي المناطق الصحراوية أخرى ،أما بالنسبة لمنطقة تغجيجت فهي محرومة من عملية الإنعاش الوطني رغم كونها من أفقر المناطق في إقليمكلميم ،وكذا تواجد عدد كبير من المعطلين وهذا يطرح أكثر من تسأؤل للسلطات منها لماذا تم إقصاء سكان تغجيجت من الاستفادة من الإنعاش الوطني ،وأضافت السلطات أن عملية النظافة ستستمر لمدة 12يوما فقط . وعلاقة بنفس الموضوع استبشر المستفيدين من هذه المبادرة خيرا وفرحوا بها كثيرا ،وطالبوا من السلطات تعميمها وضمان استمرارها على طول السنة ، وفي هذا الصدد صرح لنا بناصر إبراهيم المكلف بإدارة إحدى المجموعات المنخرطة في عملية النظافة ( الإنعاش ) بأن "هذه المبادرة أطلقتها السلطات وتدخل في إطار المحافظة على البيئة ومدتها 12 يوما فقط ،وأضاف بأن المبادرة قيمة ومجدية بحيث استفادت منها المنطقة ،وبفضلها تمكنا من إزالة ما يقارب من 82 بالمائة من النقط السوداء بالمنطقة ،ونتمنى من السكان أن يحافظوا على تنمية بيئتهم،كما نتمنى الاستمرارية لهذه المبادرة وان تكون دائمة وعلى طول السنة ". لكن من جهة أخرى استنكر العديد من المواطنين إقصائهم من هذه المبادرة ،وقالوا بأن السلطات تمارس الميز بين المواطنين ،بحيث رفضت تسجيل العديد من المواطنين بدعوى أن لائحة المستفيدين قد حددت قبلا ،ورأى هؤلاء المواطنين بأن الاختيار انصب على أقارب ومعارف المنتخبين والسلطة ،بحيث تم إعداد اللائحة في الخفاء دون أن تقوم بإشعار كافة سكان المنطقة بذلك ، فإذا كانت السلطات تخاف من الإقبال الكبير للمواطنين الذي سينتج عن ذلك فان هناك حل سهل ويرضي الجميع كإجراء القرعة مثلا لتحديد المستفيدين بشكل نزيه وديمقراطي ،وحذروا من عواقب مثل هذه السياسة التي تعطي امتيازات للبعض وتقصي البعض الآخر ،فلاشك بأن أحداث العيون سببها مثل هذه التصرفات . وكما يرى العديد من المواطنين بأن السلطات تريد ذر الرماد في العيون لان هذه المبادرة المحددة في 12 يوما فقط لا يمكن أن تنقص من معاناة المواطنين في هذه المنطقة المهمشة أصلا ،وبالتالي يجب أن تستمر وتشمل كل أيام السنة كما هو الحال في المناطق الصحراوية الأخرى التي تستفيد من الإنعاش وبطائق الإنعاش ناهيك عن الوظائف بالمئات. يقول مصطفى شديكات – عامل -" بأنه توجه إلى القيادة فور سماعه بعملية الإنعاش الوطني لتسجيل اسمه في اللائحة لكن السلطات أعلمتني بأنها أغلقت باب التسجيل المخصصة لهذه العملية ،وأضاف أن هذه العملية لم يتم الإعلان عنها ،كما أنها مبادرة غير كافية باعتبارها غير دائمة ،بالرغم أن المنطقة تعج بالمعطلين الذين لايجدون ما يعملون فيه بشكل يضمن لهم عيش حياة كريمة كباقي المواطنين ،وختم كلامه بأنه يجب على المعطلين التحرك لمطالبة السلطات والضغط عليهم من أجل تمكينهم الاستفادة من عملية الإنعاش الوطني طوال السنة على غرار باقي المناطق الصحراوية" . وفي نفس السياق وصف فارس رشيد أحد معطلي تغجيجت "هذه المبادرة بكونها عرجاء لان مدتها محددة في 12يوما ،وهكذا فهو يرى أن المواطنين بتغجيجت يعيشون حياة مزرية تتطلب مبادرات هادفة وذات نجاعة أكبر للتخفيف من حدة البطالة والفقر اللذان يعتبران من أكبر مشاكل منطقة تغجيجت ،وختم حديثه بقوله أن الإنعاش الوطني نريده أن يكون دائما على طول أيام السنة لكي يستفيد منه الجميع بالمنطقة"