- بقلم محمد فال خنفر-جماعة اسرير-اقليم كليميم سبق وان قرأت على لوح بمدخل جماعة آسرير ،باللغتين العربية و الفرنسية، جماعة آسرير وجهة السياحة الايكولوجية و الواحتية…اجل الفضاء فسيح و لا يزيده فصل الربيع ألا رونقا و بهاء، تتحول فيه السهول و الروابي إلى بساط أخضر تؤثثه أشجار النخيل و الزيتون و الرمان، يغري المقيم و عابر السبيل ، بقضاء وقت ممتع بين خضرة الأرض و زرقة السماء، في عمق المشهد يحضر الغناء التاريخي و الحضاري و الكرم... و لكن كذلك ضمور المجتمع المدني و تجليات عبث الأخر. شخصيا و بحكم الانتماء؛ لم أتصور قط أن تؤثث هدا الفضاء كل ما تلفظه يد بعض الكائنات البشرية من قاذورات وسط المزارع و على امتداد المدار ألطرقي من بداية المنعرج، و أنت في طريقك نحو الوجهة الايكولوجية المذكورة، إلى غاية عودتك لذات النقط عبر الطريق الرئيسية، الرابطة بين كلميم و آسا.!! فكلما توغلت تتلقفك قنينات الخمر و الجعة و لا تلتقط أذنك لا صفير القوارير الفارغة المنتشرة هنا وهناك. للجماعة رصيد التاريخي و حضاري لكن لا وجود عند مدخلها لما يشير إلى دلك باستثناء انتشار القاذورات المتحدث عنها؛ أما أهم موقع أثري بها فهو مشمول بنفس الملاحظة و يبقى دليلك للوصول أليه هو أن تولي وجهك شطر الجبل حين تصادف أول قنينة خمر مع بداية المنعرج.؟عبث الأخر واضح وجلي و تتراكم يوما بعد يوم كل عناصر ألحاق الضرر بالإنسان و محيطه البيئي، أللداني يواصلان في ثنايا الجغرافية المهملة، تحت رحمة الممارسات الغير حضارية، لقد تحولت المزارع و المراعي إلى مدفن للنفايات( الصورة) و يبقى أشدها وطأة قوارير وعلب الزجاج. و باعتبار المنطقة مجالا للفلاحة و الرعي فقد أصبح من المتعذر ممارسة الأنشطة المذكورة دون الحيطة و الحذر، خصوصا بالنسبة للنساء و الأطفال، بعدما أصبحت مخلفات السكارى تشي بأمور كثيرة يأتي على رأسها انعدام الأمن و ما تلحقه قطع الزجاج المدفونة هنا وهناك من أضرار بجسم الإنسان.. هدا الوضع إلى جانب السقوط المتوالي للضحايا ،في يد قطاع الطرق ليلا، على المحور الرابط بين المدينة و الجماعة، جعلنا، على فترات متفرقة، نقوم بأخذ صور للاماكن حيث مخلفات السكارى... و من خلال استقراء الصور و بالنظر إلى حجم المخلفات برزت قنطرة واد صياد كنقطة سوداء ثم تقصينا، من أكثر من مصدر، أخبار حوادث قطاع الطرق. و كانت كلها تجمع على أن منطلق تلك الجرائم مخرج القنطرة المذكورة. و حدثني صاحب سيارة لنقل البضائع عن اعتراض ثلاثة شبان، مقنعين وفي حالة سكر طافح، لسبيل سيارة ابنه عند مخرج تلك القنطرة لما كان عائدا ليلا من الجماعة و لو لا ألطاف الرحمان يقول الرجل لالتحق ابنه بدار البقاء..؟ ادن هناك ضحايا و هناك فاعلين مجهولين ثم هناك معطيات وضمنها الخمر و الفرضية الممكن صياغته حسب تقديرنا هو أن الفاعلين ليسوا مجرمين محترفين بل بالصدفة و رجاحة الفرضية تستمد قوتها من كون المحترف يحتاط و لا يترك أي اثر في مسرح جريمته.؟ و الواقع أن القنطرة مسرح الأحداث مكان موحش و الأشجار، التي تحفها من كل جانب، متلبسة بأشياء تشكل عناصر أثبات ( القوارير و علب الجعة و السجائر...) و باعتبار العلاقة بين الجريمة و الخمر يُحتمل وجود خيط رابط بين من يلجئون إلي المكان ألمدكور لمعاقرة الخمر و ما يقع تحت جنح الظلام من جرائم و يتحرك الفاعلين تحت تأثير الحاجة إلى اقتناء مزيدا من الخمر. استباحة فضاء جماعة اسرير ليلا لا ينحصر فقط في قُطاع الطرق بل هناك أشخاص لهم وضع اجتماعي و مالي مريح و يظهر دلك من خلال اختيار الأماكن ألأمنه و المكشوفة و حجم المخلفات ... أما الصنف الثالث فهم العابرين و أسوء ما يفعله هؤلاء هو تحويل القوارير إلى شظايا ،بعد احتسائها و رميه من نوافذ سياراتهم، ليصبح الوضع، بقطع الزجاج، اشد خطورة في المزارع التي تخترقها الطريق نحو الجماعة و واحاتها.؟ مع انفتاح المنطقة و احتضانها للمراكز التجارية الكبرى ، حيث لا مانع من أقتنا الخمور و بدون وسطاء؛فقد تتعاظم بهذا الجرائم و يصبح فضاء جماعة أسرير أكثر استباحة من ذي قبل بحكم القرب و طابعه القروي و بعده عن عيون المراقبة ..؟ لقد سمعنا تحت ظلال ، شعارات التنمية و الحكامة الجيدة، لغطا كثيرا حول تثمين الفضاء ألواحتي و نحن لا نرى سوى معمارا و مآثر تتهاوى تحت معاول الجرافات و قضم الاسمنت المريب لأطراف الواحات. !! طيب الاشتغال على تثمين المجال يستدعي،أن كان القصد تسويقه، وضع أمنه و جماليته في الحسبان و ما يقع لا يخدش جمالية الفضاء بل يؤكد وجود خطر يتربص بأمن و سلامة المقيم و الزائر... جماعة أسرير ليست ارض خلاء و استباحتها تحت مبرر الحق في ممارسة الحرية الفردية يمس بقاعدة التعايش، التي تستوجب احترام حق الآخر، حتى لا يسود قانون الغاب. ثم البيئة منفعة مشترك و حمايتها سلوك حضاري راقي. و كل عبث بها ليس له من تفسير سوى في انعدام روح المواطنة... و لكي لا يٌستبد بالفضاء لا بد من فتح نقاش للبحث عن آليات التحصين، و يبقى المجتمع المدني المتحرر، من قيود الوصاية و المنفعة الشخصية، المكان الأرحب لإنضاج كل هدا. توصلت الجريدة بعشرات الصور ننشر منها :