انتقل أعضاء الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى بلدية الوطية في زيارة لمعتصم ساكنة حي السوق القديم، وقد وجد مناضلوا الفرع مجموعة من الساكنة معتصمة أمام باشوية الوطية في العراء لأزيد من شهر بحسب تصريحاتهم، حيث أفادوا أنهم إضطروا للإعتصام لأن منازلهم الآيلة للسقوط باتت تهدد حياتهم، كما أكدوا لمناضلي الفرع أنهم ضاقوا درعا بالوعود والتسويفات وتملص الجهات المعنية من مسؤولياتها لإيجاد سكن لائق، ذلك أنهم سبق وأن طرحوا المشكل على باشا الوطية الذي زار المعتصم مهددا بتفكيكه بالقوة حيث صادر مجموعة من الأغطية والآواني التي تخصهم مما جعلهم يصعدون من شكلهم النضالي حيث دخلوا في إضراب عن الطعام الذي كان من نتائجه سقوط حالتي إغماء للمعتصمتين "ناجية بنت علال" و"بشرى زين الدين" لتنقلا على إثر ذلك إلى المستشفى الإقليمي بطان طان المدينة (25 كلم عن الوطية) مما دفع المعتصمين إلى تعليق الإضراب عن الطعام، وأمام إصرارهم على الإستمرار في الإعتصام إقترح باشا الوطية على المعتصمين فض الإعتصام مقابل البحث في مشكلهم، كما أكدوا لمناضلي الفرع أنه تم إستدعائهم من طرف الكاتب العام لعمالة طانطان حيث فوجئوا بعد مقابلته قوله أنه لا يملك لهم أي حل. وقد إنتقل أعضاء فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مع بعض المعتصمين والمعتصمات لمعاينة منازل المعتصمين الآيلة للسقوط، ويتعلق الأمر بأول المظاهر العمرانية بشاطئ الوطية التي تحولت بفعل الرطوبة وعوامل المناخ إلى خراب، وهي عبارة عن غرف مهترئة تنعدم فيها أبسط شروط الحياة الإنسانية ومعزولة عن كل المرافق الحيوية من صحة وتعليم وأمن، توجد على بعد أمتار قليلة من بوابة ميناء طانطان- الوطية التي تتحول – حسب إفادة القاطنين- بحلول الظلام إلى مرتع للمنحرفين الشئ الذي يهدد حياتهم إذ أفادت أم أحد الطفلتين بتعرض إبنتيها لمحاولة إغتصاب. كما عاين الفرع المحلي إنتهاك خطير لحقوق الأطفال القاطنين بتلك المنطقة إذ يضطرون للمراجعة على ضوء الشموع إن وجدت ويتنقلون لمسافات طويلة عابرين أماكن خطيرة من أجل الوصول لمدارسهم وهو ما جعل البعض منهم ينقطع عن الدراسة في المرحلة الإبتدائية. وقد نتج عن هذه الظروف اللاإنسانسة للعيش أمراض مزمنة مختلفة في صفوف الساكنة منها العضوي والنفسي. وقد أدلوا لمناضلي الفرع بأن جلهم يقطن المنطقة منذ أزيد من ثلاثين سنة وأنهم ممنوعون من القيام بأية أصلاحات أو ترميمات لهذه (المنازل). وقد ناشد هؤلاء المواطنون فرع الجمعية وكافة الضمائر الحية إلى إيصال صوتهم ونقل معاناتهم إلى من يهمهم الأمر من أجل سكن يحفظ كرامتهم الإنسانية خصوصا أنهم على مرمى حجر من مناء يدر الملايير و وعاء عقاري ببلدية تعرض للنهب الممنهج منذ سنوات أمام تواطؤات وصمت السلطات المعنية.