منذ بداية شهر أغسطس، بدأ مجموعة من الشبان الجزائريين الذين يعانون من البطالة إضرابا عن الطعام في دائرة "حاسي رمل" في الصحراء الجزائرية للتنديد بما يعتبرونه سياسة تمييز في الحصول على الوظائف. بدأ ت حركة الاحتجاج منذ حوالي أسبوع باعتصام المضربين أمام مبنى دائرة "حاسي رمل" في ولاية "لغواط" التي تمثل أهم حقل للغاز الطبيعي في قارة إفريقيا. وعلى الرغم من تمتع الولاية بهذا المورد العظيم إلا أنه لم يجلب الأمان لشباب المنطقة بمواجهة هشاشة الوضع الاقتصادي. وقد لقي هذا الاحتجاج صدى عند سكان المدينة الذين سارعوا في التعبير عن تضامنهم ومساندتهم لهذه القضية. "العاملون بالجهات الأخرى منتفعون من سياسة المعارف والرشوة" يوسف بوميدونة هو الناطق الرسمي للمضربين شرعنا في الإضراب على الطعام في 3 أغسطس 2010 احتجاجا على حالة البطالة التي نعيشها منذ سنوات. فرغم كون "حاسي رمل" غنية بالغاز الطبيعي إلا أننا لا نحصل على وظائف في هذا القطاع. ما نحاول التنديد به من خلال حركة الاحتجاج هذه هو انتهاج "سياسة المعارف" والمصالح الشخصية من قبل مسؤولين يوفرون الوظائف لطالبي العمل الآتين من مناطق أخرى من البلاد بينما نعيش نحن في حالة لا نحسد عليها. ليس الهدف من هذا التحرك تغذية الشعور بالحقد نحو عمال يأتون من مناطق أخرى من البلاد، فكلنا جزائريون. إننا نطالب فقط السلطة بالوفاء بوعودها ومنها وعد الرئيس بوتفليقة بإعطاء الأولوية لأبناء المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإن هؤلاء العاملين لا يتمتعون بخبرة تنقصنا : كل ما في الأمر هو أن لديهم ما يكفي من العلاقات الشخصية ليضمن لهم هذه الوظائف. لقد تفاقمت حركة الاحتجاج وانضم إلينا عدد كبير من السكان منذ أسبوع. كنا بضعة مضربين وها نحن اليوم 36 شخصا. لقد أبدى سكان "حاسي رمل" تضامنهم التام معنا إلى درجة أنهم هددوا السلطات المحلية بالاعتصام مع عائلاتهم أمام مبنى الدائرة إذا ما تمادوا في تجاهل طلباتنا. إن قرارا كهذا لم يؤخذ بطريقة اعتباطية بل كان اختتاما لسلسلة من المطالب التي لم تجد نفعا. فرئيس الدائرة والوالي كلاهما في عطلة ورئيس البلدية لم يفتأ يردد ألا قدرة له على مساعدتنا. كذلك الشأن بالنسبة للنواب المحليين الذين يدعون أن صلاحياتهم محدودة. رغم اختلاف مستوى التعليم من شخص لآخر يوجد بيننا من يحمل شهادات عليا دون أن يشفع لهم ذلك. إننا نطالب أولا بوظائف ثابتة ثم بحل مشكلة السكن وأخيرا بتعيين لجنة مستقلة للتحقيق في قضية التشغيل في المنطقة. كل ما نأمله هو أن يستيقظ المسؤولون من سباتهم العميق لأن الوضع أصبح في غاية الخطورة. لقد تم إسعاف خمسة من رفاقنا البارحة كما نقل أحد المضربين اليوم إلى المستشفى وهو في حالة خطرة. لولا الإعلام وتضامن السكان معنا ما كانت السلطات لتخضع لمنطق النقاش. أتمنى أن يفضي الاجتماع الذي سنعقده معهم في الساعات القادمة إلى حل جدي."