أكد المخرج المسرحي الفنان حميد أشتوك، على هامش عرض مسرحية "أسيكل" مؤخرا، أنه في إطار الحمولة القوية للرسائل التي تحملها مسرحية "أسيكل"، "حاولنا أن نوصل هذه الرسائل إلى الجمهور بطريقة سلسة وفرجوية، في إطار ما يسمى الكوميديا السوداء التي تعتمد على تمرير خطابات سياسية وإديولوجية، والاعتماد على البعد اللاإنساني التي تتميز به بعض فئات المجتمع..." ، ويضيف أنهم داخل فريق المسرحية حاولوا الاشتغال والبحث، "من خلال التجربة المتراكمة لدينا، من أجل أن تكون الشخوص أكثر حضورا داخل الخشبة، وأكثر تجاوبا مع الجمهور، من أجل تمرير الخطاب بطريقة مرنة، وهو ما لامسناه بشكل ظاهر من خلال تصفيقات الجمهور وبقائه متسمرا في مقعده إلى ما بعد نهاية المسرحية". وعن الخطاب المراد إيصاله إلى الجمهور، أوضح أنه يعتمد على محاولة الكشف عن التواطئ الحاصل بين بعض الاقطاعيين الجدد واستمرارهم في نبذ ممتلكات وخيرات البلاد، واستعداد هؤلاء للدوس على كل قيم الخير والعدالة، وعدم احساسهم بمعاناة طبقات المجتمع الأخرى". من جهة أخرى، أعلنت الفرقة المسرحية أنه نظرا للنجاح الكبير للعرض الأول التي تابعه جمهور غفير، امتلأت به جنبات قاعة مركب جمال الدرة، إضافة إلى التنويهات الكثيرة والتشجيعات التي تلقهتا الفرقة من النقاد المسرحيين والمهتمين الحاضرين خلال هذا العرض، فقد قرروا القيام بجولة مسرحية ستقودهم إلى مجموعة من المدن والجهات المغربية، منها بينها تيزنيت وتارودانت والدارالبيضاء وفاس أو مكناس، في انتظار تأكيد مدن أخرى. للإشارة فمسرحية أسيكل، "asiggl" (أو الخطوبة) من إنتاج النادي المسرحي "تاسونا" التابع لفرع منظمة تاماينوت بأيت ملول، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تحكي عن قصة بلعيد، الفاحش الثراء والذي يملك العديد من الأراضي والمزارع، ويحب جمع المال بشكل مهووس، ويأمل من خلال الزواج، بلينا، ابنة عائلة بن عدنان الفاسية، اكتساح الأسواق الدولية من خلال شركات الاستيراد والتصدير التي تملكها هذه العائلة. ومن جانبه يأمل بن عدنان الاستفادة من خلال هذه المصاهرة من الأراضي ومزارع بلعيد. وتركز المسرحية على العلاقة الجيدة التي تربط بين بن عدنان مع صناع القرار المركزي في البلاد، إذ يتمكن بفضلها من الوصول إلى إحدى مراكز السلطة، ليغتنم بلعيد الفرصة ويدفع بصهره إلى مساعدته من أجل مصادرة أراضي القبلية وجعلها في ملكية زوجته المستقبلية لينا. ويظهر في المسرحية شخص "أمكسا" أو الراعي، والذي يتهم العائلتان بالتسبب في موت ابنته التي أقدمت على الانتحار، ويحاول الانتقام لها عبر الإقدام على محاولة قتل بن عدنان في مكتبه، لكنه لا يتمكن من ذلك، بسبب تواجد حراس شخصيين لبن عدنان، مما يشعر هذا الأخير بالحماية، ويسخر بالتالي من ضعف حيلة الراعي. المسرحية من إخراج الفنان حميد أشتوك، وكتابة نص لعبدالله صبري، وإدارة إنتاج للحسين لاركون، وفي السينوغرافيا كل من اسماعيل مورابيح ورشيد بوزيد، وهشام الدهبي في الإنارة، وحسن منان في الموسيقى، وتشخيص كل من حميد أشتوك، الطيب بلوش، تافوكت، كبيرة البردوز، مصطفى فايز، ورشيد أبخار.