يبلغ من العمر 33 سنة ويتحدث الفرنسية شأنه شأن التشاديين، شكله الهزيل لم يكن ليثير الشبهات، لذلك لم يثر اهتمام الناس.. لقبه "أبو البتول الذباح"، ولم يدخر جهدا في التنسيق مع بعض المقاتلين الجزائريين من أجل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية بالمغرب. منذ مجيء الذباح إلى المغرب في الرابع من ماي الجاري، عبر رحلة جوية من ندجامين إلى الدارالبيضاء، شرع التشادي في القيام بجولات تفقدية في العديد من المدن المغربية، فانتقل من الرباط إلى طنجة ثم وجدة.. ومن تم وضع أهدافا لتنفيذ العمليات كمقر التمثيليات الديبلوماسية بالرباط، وفندق معروف بطنجة وكازينو بنفس المدينة، إلى جانب مركز ثقافي أجنبي أيضا. ووصلت تحضيرات الذباح التشادي، إلى مرحلة متقدمة، كما كشفت ذلك عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، من خلال ما حجزته من بذل متفجرة. وقام المعني بالأمر بعمليات استطلاعية لبعض المواقع المستهدفة، وذلك بهدف التحضير لتنفيذ عدة عمليات متزامنة من حيث التوقيت، لإرباك المصالح الأمنية وإحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات على غرار الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء بتاريخ 16 ماي 2003. كما أظهرت نفس الأبحاث على أن هذا المواطن التشادي كان يعتزم إعلان المنطقة الشرقية للمملكة ولاية تابعة لما يسمى ب"الدولة الإسلامية". لقد اتضح أن "داعش" فشلت في الانسلال إلى المغرب من خلال "الدواعش المحليين" المعروفين باسم "الذئاب المنفردة"، لتمر إلى استراتيجية أخرى من خلال عناصر مرت من مناطق النزاع كسوريا والعراق، لتكون الحلقة الجديدة هي المناطق الليبية كمصدر جديد للإرهاب من أجل زعزعة استقرار المغرب. وقد مكنت العمليات الاستباقية المتوالية ضد الشبكات الإرهابية، من إحباط العديد من المشاريع الإرهابية التي كانت تستهدف أهدافا نوعية سواء داخل المملكة أو خارجها، بالإضافة إلى حجز ترسانة مهمة من الأسلحة والذخيرة والمواد المستعملة في صناعة المتفجرات والسموم لدى أعضاء هذه الخلايا المفككة. شاهد لحظة اقتحام رجال الحموشي لشقة المعني بالأمر بطنجة لإيقافه: