على بعد 7 أمتار من مستشفى الحسن الثاني بأكادير، تلوح طريق ثانوية كثيرة المنعرجات بين جبال الأطلس الكبير، لم تحظ باهتمام مندوبية التجهيز لكثرة الحفر التي تؤتثها على امتداد الإلتواءات والارتفاعات، حتى توصلك إلى "العين السخونة" أو إذا جاز تشبيهها ب" حامة مولاي يعقوب" بسايس. الفرق بينهما أن مولاي يعقوب حضي باهتمام واسع وأصبح حامة يقصدها الغريب قبل القريب، فيما "العين السخونة" منبع جبلي طبيعي حبا به الله المنطقة طاله الإهمال والنسيان، رغم جهود ساكنة المنطقة للتعريف بها. عند مدخل البلدة الصغيرة، تتوزع بعض البيوت ومقهى صغير تنتشر بمدخله بضع طاولات، في الاتجاه المقابل منحدر يقود إلى منبع مائي شبه عشوائي تخرج منه مياه قوية ساخنة تفوح منها رائحة الكبريت، اكتشفها مهندس يتحدر من آيت لرخا " محمد بيكنزي" في فترة السبعينات، وكان يتوقع أن تصبح العين محط اهتمام الجماعة وأن تلقى عناية بتأهيلها، خاصة وأن سكان أكادير يقصدونها للاغتسال كما يفعل زوار حامة مولاي عقوب... العين السخونة تابعة لجماعة الدراركة، لم تعطى لها أهمية رغم جودة مياهها، والتي بشهادة سكان المنطقة، أهمل محيطها وانتشرت الأزبال بالمساحة المخضرة بها، رغم أنها تعرف زيارة بعض ساكنة أكادير، خاصة بفصل الصيف حيث تفضل بعض الأسر قضاء يومها تحت ظلال أشجار أركان التي تحرس منبعها من كل جانب يغتسلون بمياهها المتدفقة من ثقب صخري صلب، شقت لنفسها أخدودا منسابا بقوة مخترقة الأراضي المتواجدة بالمنطقة. حسب أحد ساكنة المنطقة، فالمياه التي تنبع من جبال المنطقة ذات صبيب قوي، تم تحديد قوته لإضعاف هذا الصبيب، وأضاف أن المنطقة تحتاج إلى اهتمام وتطوير باعتبارها موردا مهما للجماعة والساكنة ومن شأنها أن تخلق فرصا للشغل وتحفز السياح الأجانب والمغاربة لزيارة المنطقة، كما هو الحال بالنسبة لحامة مولاي يعقوب، أو عين "أباينو" المتواجدة بكلميم، و"للا ملوكة" بتيمولاي. للخروج من دائرة النسيان، أكد بعض ساكنة المنطقة أن زيارة تفقدية من طرف الوالي زينب العدوي قد تخرج العين السخونة من اللامبالاة التي حضيت بها منذ عقود، على أمل أن يتم إيلائها جزءا من الاهتمام، لتأهيل المكان وبناء مسبح خاص بالرجال وآخر للنساء، حيث تستحي الزائرات من الاستحمام أما الملأ، فإحداث مرافق ضرورية ستمكن من جلب السياح الذي يفدون على مدينة أكادير لاستكشاف المنطقة الجبلية، وخلق رواج تجاري لساكنة المنطقة.