في سابقة هي الأولى من نوعها، ثار الشاهد البوشيخي في كلمته الافتتاحية للملتقى الوطني الثاني للتعليم الأصيل الذي تحتضنه مدينة أكادير يومي 22 و23 مارس الجاري، حيث هاجم التعليم المدرسي العصري الذي وصفه بالاستعماري محملا إياه سبب غياب المغرب في الحضور الحضاري من جراء منهجه التعليمي المفرنس الذي لا ينسجم مع الهوية المغربية التي كانت دائما منارة العلم والعلماء، داعيا في ذات الصدد إلى الاهتمام التعليم الأصيل وتسخير كل الإمكانيات له بدءا بالتشريع مرورا بالتمكين له بإشراك كل القطاعات بغية النهوض به ليساهم في ما اسماه الاستعمار الروحي للمغرب في إشارة إلى منظومة التدريس العصري، جاعلا من كلمته التي اعتبرها مختلف الحاضرين خارجة عن المألوف في الافتتاحات الرسمية لمثل هذه الملتقيات، وقد بدا على وجه الدكتور البوشيخي الرغبة في إرسال رسائل واضحة ومدققة لكل الأطراف للفت الانتباه للأهمية التعليم الأصيل في ثوبه الجديد خصوصا بحضور مستشار رئيس الحكومة في قطاع التعليم وكذا مدير أكاديمية سوس للقطاع التعليمي ومتخلف الفعاليات العلمية والترابية والإعلامية حينما صرخ قائلا "والله لا ينفعنا إلا الصراحة" وهو يلقي كلمته وسط عدد غفير من الحاضرين. هذا وقد سبقه في التدخل السيد علي براد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الذي ركز في كلمته على الإجراءات الواجب اتخاذها للنهوض بقطاع التعليم الأصيل باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على الهوية المغربية وحماية القيم الأخلاقية والمعنوية التي تميز المجتمع المغربي، ذاكرا هذه الإجراءات التي تتخذها إدارته بشراكة مع مختلف الفاعلين، ومنها : - تعبئة مختلف الشركاء والمعنيين لإرساء ثقافة العمل المشترك في تدبير قضايا التعليم الأصيل على صعيد الجهة. - عقد لقاءات تواصلية وتحسيسية إقليمية في خمس نيابات لتعبئة الآباء والأمهات وأوليات التلميذات والتلاميذ وتوعيتهم بالأهمية القصوى التي يكتسبها التعليم الأصيل ضمن منظومة التربية والتكوين ببلادنا. - إحداث 41 قسما للتعليم الأصيل، حيث يبلغ عدد المستفيدين 1016 تلميذا منهم 360 تلميذة. - تأطير وصاحبة المؤسسات التعليمية المحتضنة للتعليم الأصيل لتحسين جودة خدماتها التربوية. - الإرساء الجهوي لثقافة تنظيم وعقد اللقاءات والأيام الدراسية لتدارس مختلف السبل والإجراءات والتدابير الكفيلة بالارتقاء بالتعليم الأصيل على صعيد الجهة. ومن جهته عبر ممثل السيد رئيس الحكومة الدكتور خالد الصمدي عن انخراط مختلف القطاعات الحكومية وكذا المجتمع المدني لإنجاح مخطط الحكومة في قطاع التعليم الأصيل الذي يشرف عليه السيد رئيس الحكومة شخصيا باتخاذ عدة إجراءات أهمها السعي الحثيث إلى تهيئة فضاءات التدريس ونهج سياسة التحفيز الشمولي لتشجيع العاملين المباشرين على الزيادة في البدل والعطاء. وهذا ويضم برنامج الملتقى مدارسة الحصيلة الوطنية حول واقعه وكذا الاطلاع وتقاسم التجارب الناجحة وتعميق النقاش حول تعزيز وتقوية قدرات الموارد البشرية العاملة بأقسام التعليم الأصيل ومواصلة التعبئة والتواصل وبناء الشراكات لتنمية وتطوير المنظومة تعزيزا للمكتسبات وتطويرا لها في إطار تظافر الجهود الجماعية المشتركة. ويساهم في تنظيم الدورة بالإضافة إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، اللجنة الوطنية الممثلة لجمعيات العلماء بالمغرب ومؤسسة القلم التربوية الخاصة. الكاتب: عبد العزيز ابامادان