حالة ولادة غريبة شهدها وسط الشارع العام، مساء أمس الخميس، بمراكش ليس لأن المخاض داهم الأم المسكينة و لم يترك لها فرصة انتظار سيارة أجرة لتقلها للمستشفى، بل لأن العاملين بالمستشفى أخبروها بأن موعد ولادتها لم يحن بعد. السيدة كانت في طريقها لبيتها بدرب "بو الفضايل" بحي القنارية بالمدينة العتيقة، مساء أمس الخميس، قادمة من مستشفى ابن زهر المعروف ب"المامونية". هناك أخبروها أن موعد ولادتها لازال لم يحن، وطلبوا منها أن تعود لبيتها وتنتظر قليلا، لكن المرأة داهمها المخاض في طريقها إلى البيت، وعندما اشتد الوجع أطلقت العنان لصراخها الذي لم تكن تملك غيره، فيما اكتفت أمها التي كانت ترافقها بمراقبيتها حائرة لا تعرف كيف تتصرف. علا صراخها حتى بلغ إحدى الأجنبيات التي تقطن برياض بالقرب من المكان الذي جلست فيه المرأة وهي تتلوى من الوجع. لم تعرف الأجنبية ما تفعله، واستعانت بكل ما لديها، وهي تيستقبل المولود بيديها، أمام أنظار المارة الذين اكتفوا بالقول "لاحول و لاقوة إلا بالله العلي العظيم". قطعت الأجنبية الحبل السري ولفت الرضيع في ثوب جلبته من بيتها، ثم اتصلت بالإسعاف الذي أتى متأخرا ليعود بها من حيث أخبروها أن موعد ولادتها لم يحن بعد، واكتفى كل من تابع أطوار هذا الشهد الذي أصبح يتكرر في بلادنا بشكل كبير بالاستنكار.