أثرث الفيضانات التي شهدتها مؤخرا مناطق المغرب الجنوبية على بعض المآثر التاريخية في هذه المناطق، خاصة في مدينة تزنيت التي تضررت فيها بعض المنشآت التاريخية التي تعود للقرن التاسع عشر. ورصدت وكالة الاناضول في ريبوتاج لها تأثير الفيضانات الأخيرة على المآثر التاريخية بمدينة تزنيت، رصدت كيف أثرت السيول على مبان ومنشآت أثرية تاريخية، كمعلمة "سور مدينة تزنيت"، الذي بني في عهد الملك الراحل الملك الحسن الأول عام 1882م، بهدف الحد من توغلات المستعمر الأوروبي، وكبح جماح تحركاته بالمنطقة، كما سقطت أجزاء من السور الأثري بمحاذاة باب الخميس بمدينة "تيزنيت"، إضافة إلى سقوط أجزاء أخرى قرب باب "تاركا أو سنكار"، فضلا عن انهيار أجزاء أمامية من القصر الخليفي الذي يتوسط ساحة المشور التاريخية بتيزنيت، علما أنه يعد من أهم المعالم التاريخية الأساسية داخل المدينة العتيقة. وقال الباحث المغربي في التاريخ والتراث أحمد بومزكو، "إن غالبية المباني التاريخية تنتمي إلى العمارة المبنية بالطين، فهي على اتصال دائم بالأرض، مما يجعلها أكثر عرضة لامتصاص ونقل المياه في بنيتها مع إخراجها عن طريق التبخر"، مضيف أن "الزيادة في رطوبة التربة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التملح، مما يشكل ضررا على واجهات المباني". وأشار إلى أن قوة السيول الأخيرة أدت إلى تلف في مواد البناء الأصلية، التي لا تتحمل كميات كبيرة من المياه وجريانها القوي، دون نسيان دور الكثافة الديموغرافية والتصرفات البشرية، ووقع القيم الاجتماعية المتضاربة، وتهيئة المجال بشكل مشوه. ودعا إلى ضرورة توفير جملة من التدابير الملائمة لعمليات الترميم تتوافق وعمليات الحفظ، وتنمية قدرات الفاعلين المحليين من منتخبين وجمعويين في مجال التوعية وتثمين التراث، تحت إشراف جهات مختصة، مع تطوير آليات تقاسم الخبرات والمعلومات بين الجهات المتدخلة في مجال التراث.