يعد التكوين ومنه التكوين المستمر، سمة أساسية من سمات العصر الحديث، ومطلبا ضروريا لتقدم المجتمعات والأفراد، فهو يكتسي أهميته من تطوير قدرات المتكونين، وصقل مهاراتهم الأدائية، لينعكس ذلك على مجالات عملهم وتخصصاتهم بشكل إيجابي وفعال. ضمن هذا السياق تندرج الدورة التكوينية التي نظمتها مؤسسة سوس للمدارس العتيقة بتعاون مع ولاية جهة دكالة عبدة والمجلس العلمي الحلي لآسفي، مؤخرا، لفائدة فقهاء وطلبة المدارس العتيقة، حول موضوع: "البيعة الشرعية ومقتضياتها"، أمس الأحد، بمعهد العرفان للتعليم العتيق بآسفي. الدورة التي تدخل ضمن إطار سلسلة الدورات التكوينية التي تنظمها مؤسسة سوس للمدارس العتيقة بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى لفائدة فقهاء وطلبة المدارس العتيقة، كانت مناسبة أكد خلالها الحاضرون على أهمية مثل هذه الدورات التكوينية والأهمية البالغة التي تكتسيها بالنسبة للفقهاء والطلبة، من خلال مساهمتها الفاعلة في تنمية وعي العلماء والفقهاء بهدف الرفع من أدائهم من الناحية الفكرية٬ وتوعيتهم بدورهم في صيانة ثوابت الأمة والدفاع عنها، كما كان سلفهم الماجد من علماء المغرب. يذكر على أن مؤسسة سوس للمدارس العتيقة، كمؤسسة وطنية غير ربحية، التي تعنى بالمدارس العتيقة وبفقهائها وطلبتها، قد سطرت برنامجا حافلا يضم سلسلة دورات تكوينية في موضوعات كثيرة تتناول على الخصوص الثوابت والمقدسات والقضايا المرتبطة بالقضاء وإصلاح ذات البين ومدونة الأسرة والعقود الشرعية التي يعتمد عليها المواطن في مصالحه المختلفة، والتربية على المواطنة، وغيرها من المواضيع ذات الطبيعة الدينية والدنيوية والعلمية والإجرائية. كل هذا حرصا من المؤسسة على ربط جسور التواصل بين هذه المدارس ومحيطها الخارجي بكل مكوناته، وإسهاما منها في تكوينهم وإعدادهم للاندماج في مجتمعهم وخدمته وتطويره وتنميته.