قال عباس الجيراري إن "كتابة الامازيغية باستعمال تيفيناغ خطأ كبير" واصفا الحرف الأمازيغي بالرمز الذي له قيمته التراثية. صاحب كتاب "معالم مغربية" أردف أن "الامازيغية لو كتبت بالحرف العربي لكانت غنى لكنها كتبت بحرف غريب".الجيراري (وسط الصورة لحظة تكريمه بتيزنيت قبل سنتين) الذي كان يتحدث في محاضرة افتتاحية عشية الثلاثاء في ندوة بعنوان "الهوية و اللغة" قال أن علماء سوس و فقهاءها كتبوا و تواصلوا مع الناس باللهجة السوسية ورغم ذلك لم ينزعج أحد في استعمال السوسية في الموعظة و التدوين لأن الكتابات كانت بالحرف العربي. عباس الجيراري ثمن التعدد اللغوي الذي جاء به دستور 2011 و ترسيم اللغة الأمازيغية مصرحا أنه "من ذكاء واضع الدستور تأجيل آليات ترسيم هذه اللغة إلى حين صدور قانون تنظيمي"، حيث دعا الاستاذ الحاصل على "وسام العرش من درجة قائد" الى الاستعداد لهذا القانون التنظيمي الذي "وجب أن يبنى على أساس صحيح" حسب تعبير المحاضر الذي لم يفصل في ماهية البناء الصحيح. الجيراري الذي كان يتحدث أمام حوالي مائتين من الحضور في مدرج معهد الدراسات الإفريقية، يتقدمهم "شيخ الاستقلاليين" عبد الكريم غلاب، وضع مقترحات يعتبرها مهمة لتعليم الأمازيغية، أولها أن تكون لغة في التعليم النظامي الالزامي "كما يريد المتحمسون" يورد المحاضر مع طرحه سؤالا استنكاريا حول المعلم المُكَوَن و المنهج الدراسي لمادة الامازيغية وإبدائه للشفقة على الطفل الذي سيجبر على تعلم الحرف العربي واللاتيني و تيفيناغ منذ السنة الأولى، متسائلا إن لم يكن في الأمر إرهاق للمتعلم و"إتعاب لغوي وثقافي". المقترح الثاني للمثقف الذي عمر طويلا داخل القصر الملكي، هو إنشاء أقسام يلتحق بها الراغبون في التخصص في الامازيغية، أما المقترح الثالث فهو أن تكون حصة الامازيغية حرة و غير إجبارية و "قد لا يكون فيها امتحان" حسب ذات المتحدث الذي قال في اقتراحه الثالث، أن كل جهة من الجهات يجب أن يكون لسانها المحلي حاضرا في مقررها الدراسي بما في ذلك الحواضر الكبرى التي يجب أن يُهتم بدارجتها مردفا أن "لهجة تطوان ليست هي لهجة مراكش ". الجيراري الذي كان يتحدث بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيس معهد الدراسات و الأبحاث للتعريب قال "أن سكان المغرب الأولون هم الأمازيغ.. و أنهم كانوا يتحدثون الأمازيغية و هذه مسألة لا تحتاج الى دليل" غير أن دخول الإسلام و دخول العربية بصفتها لغة كتاب الإسلام، جعل سكان المغرب و طيلة 12 قرنا متمسكين بالإسلام دينا و بالعربية لغة. مؤلف كتاب "وحدة المغرب المذهبية خلال التاريخ" قال في محاضرته أن المغرب حاد عن خط التمسك باللغة العربية في بداية دعوة المهدي بن تومرت الذي وصفه بالمثقف والعالم الكبير. القائد الموحدي حسب الجيراري "كان بربريا و يخاطب الناس بالبربرية و يدعو الى الصلاة بالبربرية.." و هو ما اعتبره المحاضر خطة سياسية كان هدفها تقويض حكم الدولة المرابطية التي أزعج حكامها و علماءها "الذين دهشوا بقدرته على الإفحام". المهدي بن تومرت توسل بالبربرية و ادعى المهداوية لكنه كان مالكي المذهب في عمقه حسب ما جاء في ورقة عباس. حادثة سير وقعت في عهد الحماية يقول المحاضر، حيث تقلصت اللغة العربية في التعليم الذي أسسه الفرنسيون، غير أن الايجابي هو تأسيس معهد "الدروس العليا" سنة 1920. أهمية المعهد حسب الجيراري تكمن في "تدريس اللغة العربية و الدارجة و البربرية " مع تسليم الشواهد للطلبة الذين كانوا يعينون كموظفين في الأقاليم، بالاضافة إلى قيام المعهد بالبحث و الترجمة حتى مرحلة الاستقلال. الجيراري أبدى أسفه على إغلاق المعهد الذي حلت محله كلية الآداب و العلوم الإنسانية واصفا عمله بالجليل و منتقدا في الوقت نفسه نداء المسؤولين إبان الاستقلال بالتعريب والتوحيد والمغربة "من غير تصور ولا تخطيط ولا منهج فوقع التعثر تلوى التعثر إلى حد الآن لأننا لم ننطلق انطلاقة صحيحة قائمة على رؤيا.." تهميش اللغة الاسبانية ورفض إنشاء شعبة للأمازيغية و الثقافة الشعبية و إشكالية "المصطلح" وعدم تجديد المتن في اللغة العربية أدى إلى استئساد اللغة الفرنسية حسب المحاضر وهو ما أدى إلى "عواقب سياسية لا داعي لذكرها" يختم مؤلف كتاب "بقايا كلام في الثقافة".