تتخبط جامعة ابن زهر منذ فترة في حالة من التسيب والفوضى نتيجة تفشي ظاهرة الأشباح والفساد المتأصلة في جل مؤسساتها. ولعل أخطرها ما يحدث في المدرسة العليا للتكنلوجيا حيث الفساد الإداري حطم كل الأرقام، والحال أن الإدارة أقدمت على تسجيل طلبة بدون وجه حق، خارقة كل القوانين المنظمة للمدارس العليا للتكنلوجيا.و يتعلق الأمر أساسا بتسجيل طلبة في مسلكي هندسة الإعلاميات والهندسة الكهربائية دون التقيد بشروط الولوج الواردة في الدفاتر الوصفية للمسالك وكذا المذكرة الوزارية السنوية؛ لكون هؤلاء الطلبة لم تدرج أسماءهم في لائحة المسجلين القبليين، ولم يستوفوا شروط الولوج. وفي هذا الصدد، نقدم مثالين صارخين تتمثل في حالة طالب حصل على بكالوريا بميزة مقبول والذي تم تسجيله بمسلك هندسة الإعلاميات الذي يشترط الحصول على معدل 14\20 كي يضمن مكانا بلائحة الانتظار ولا يعني ذلك تسجيله؛ وحالة طالب آخر رسب في الأقسام التحضيرية ليجد نفسه أخيرا مسجلا بمسلك الهندسة الكهربائية دون القيام بالتسجيل القبلي. ولتدارك الفضيحة، تفتقت عبقرية المسئولين عن حلول غير قانونية وذلك عبر استعمال مبدأ الجسور للتغطية عن هذه الخروقات. إضافة لحالات أخرى نحن بصدد التحقق منها. وللإحاطة علما ، فإن هاتين الحالتين استفادتا مع الأسف الشديد ضربا للقوانين المنظمة من "معيار القرابة والزبونية". وفي هذا الإطار، رب متسائل يتساءل باستغراب: إن كانت العملية سليمة، لماذا لم تطلع الإدارة لجنة المباراة أو اللجنة البيداغوجية أو بالأحرى مجلس المؤسسة وهي أعلى هيئة تقريرية عن هذه الأمور؟ وبالتالي، لماذا لم يعلن لجميع الطلبة المرشحين لولوج المؤسسة عن هذه الجسور حتى يكون جميع المواطنين سواسي أمام القانون، وتمنح لهم نفس الفرص المتاحة للمحظوظين أو ذوي القربى دون تمييز أو زبونية؟ وعلى هذا الأساس، نناشد الجهات المسئولة أن تتدخل فورا لمحاربة الفساد واستئصاله، وإلا سنجد أنفسنا أمام نفس السيناريو المنافي لأخلاقيات التعليم العالي والبحث العلمي، خاصة وأن المؤسسة المذكورة أعلاه، مقبلة في الأيام القليلة القادمة على إجراء مباراة ولوج للموسم الجامعي المقبل وستضيع فرص الطلبة أبناء الشعب أمام أخطبوط ذوي القربى والمحسوبية. إضافة لهذه الفضائح التي لا تعدو أن تمثل فيضا من غيض، تعرف جامعة ابن زهر انتشار ظاهرة الأشباح التي استنزفت ميزانية الدولة أمام صمت المسئولين. وللوقوف على هذه التجاوزات، ندعو الجهات المسئولة لتقصي الظاهرة والحال أن ليس من رأى كمن سمع. ولنا عودة تفصيلية لما يجري من فضائح يندى لها الجبين في جامعة ابن زهر في الحلقات القادمة ميمون بنزواغ: أستاذ التعليم العالي مساعد