بمبادرة من جمعية أدوز للتنمية والتعاون، وبشراكة مع مختبر البحث في التراث والأعلام والمصطلحات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية-جامعة ابن زهر بأكادير، وبدعم كريم من المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة، والمجلس البلدي لتيزنيت، والمجلس الإقليمي لعمالة تيزنيت، وفعاليات اقتصادية محلية، انعقد يومي 14 و15 أبريل 2012 بدار الثقافة بتيزنيت ملتقى أدوز العلمي الحادي عشر في موضوع: النوازل الفقهية في الجنوب المغربي، تكريما للعلامة سيدي المحفوظ الأدوزي وتلميذه العلامة القاضي سيد أحمد أوعمو التيزنيتي... وقد تشرفنا في جلستي الافتتاح والتكريم بحضور السيد عامل صاحب الجلالة على إقليمتيزنيت، وممثلي مختلف فعاليات المجتمع، من منتخبين ومسؤولين في مختلف القطاعات، وحظيت عروض جلسات الندوة بتتبع جمهور غفير من السادة العلماء والفقهاء والطلبة الباحثين والمهتمين، ملأ مدرج دار الثقافة عن آخره وتجاوز عدده 350 متتبعا، مما يعبر عن شغف أهل المنطقة بالعلم، وتقديرهم للعلماء، وإدراكهم لأهمية موضوع الندوة، ووفائهم لذكرى العلامتين المحتفى بهما، وتقديرهم لوطنيتهما وجهادهما وتضحياتهما لما فيه خير البلاد والعباد. عكست ذلك كلمات الافتتاح وشهادات التكريم وتدخلات السادة الحاضرين لمناقشة العروض القيمة التي أسهم بها السادة الأساتذة والباحثون من مؤسسات أكاديمية وتربوية مختلفة، وتخصصات علمية متنوعة ومتكاملة، وكان لحضور ثلة من نجباء طلبة المدارس العتيقة، وطلبة الماستر والدكتوراه في الدراسات الإسلامية والتاريخ والحضارة أثر بين في إثراء النقاش واستكشاف الآفاق الرحبة لدراسة النوازل الفقهية واستثمارها في الدراسات والبحوث في حقول معرفية مختلفة. وقد بلغ عدد الأساتذة والفقهاء المشاركين 38 باحثا مثلوا المؤسسات العلمية الآتية، وهي مرتبة حسب أسمائها: - كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية الحقوق التابعتين لجامعة ابن زهر بأكادير. - كلية الشريعة بأيت ملول التابعة لجامعة القرويين، - المجالس العلمية المحلية بكل من إنزكان وتيزنيت وسيدي إيفني. - مدرسة إيكَضي العلمية العتيقة. - المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وقد بلغ مجموع العروض العلمية التي توصلت بها اللجنة المنظمة واحدا وثلاثين (31) عرضا، أدرج منها في البرنامج ستة وعشرين (26) عرضا، واحتفظ بالباقي للنشر، وقد أدرج عرضان(2) في جلسة التكريم، وستة(6) عروض في كل جلسة من الجلسات العلمية الأربع. خصصت الجلسة العلمية الأولى للتعرف على نوازل الجنوب المغربي وموضوعاتها وخصائصها وعلاقتها بمحيطها الصحراوي الأفريقي. وخصصت الجلسة العلمية الثانية للتعرف على عينة من نوازليي الجنوب المغربي كأبي العباس الجشتيمي وابن ناصر الدرعي وسيدي مسعود المعدري وسيدي المحفوظ الأدوزي وسيدي أحمد أوعمو التيزنيتي وعبد الله رشيد الأرازاني. فقدم السادة الأساتذة تعريفا بأشخاصهم وخصائص نوازلهم ومنهجيتهم في الكتابة والاستدلال. أما الجلسة الثالثة فقد خصصت لقضايا فقه النوازل بالجنوب المغربي، وقدمت فيها نماذج تتعلق بمجال العقيدة والثقافة والتجارة والكد والسعاية ووضعية المرأة وقضايا الصراع على المجال بين القبائل. أما الجلسة الرابعة فقد كانت خاصة بقراءة النوازل قراءة تاريخية، وركزت على الجانب المنهجي المتعلق بتوظيف نصوص النوازل للتعرف على ظواهر المجتمع وقضاياه، وقدمت في الجلسة نماذج تطبيقية استقراء ووصفا وتحليلا ومقارنة. إلى جانب العروض شملت أعمال الندوة معرضا تراثيا غنيا، أسهم فيه ثلة من السادة الأساتذة الأفاضل ممن لهم عناية بالتراث العلمي والثقافي، ويمكن تصنيف المعروضات إلى ما يأتي: - نوازل ووثائق ورسائل خاصة بالمحتفى بهما العلامة سيدي المحفوظ الأدوزي والعلامة سيدي أحمد أوعمو التيزنيتي، أسهمت بها أسرتا المحتفى بهما. - نوازل ورسائل خاصة بالعلماء اليعقوبيين، أسهم بها الأستاذ حسن بن المختار اليعقوبي. - مخطوطات نوازلية وفقهية بالعربية والأمازيغية، و ألواح ومحابر وأقلام مما يستعمله طلبة المدارس العتيقة، أسهم بها الأستاذ امحمد كَنبارك. - صور خاصة بجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وصور خاصة بطلبة الكتاتيب القرآنية، وأوان تقليدية مرتبطة بالحياة اليومية في البادية السوسية، أسهم بها الأستاذ أحمد رقبي. هذه لمحة موجزة عن أعمال هذا الملتقى العلمي المبارك، وقد لمسنا فيه حقيقة بركة المحتفى بهما، وبركة السادة العلماء والفقهاء النوازليين، وكذلك بركة السادة الباحثين المشاركين الذين ضحوا بأوقاتهم، وفضلوا الحضور إلى الملتقى على الاستمتاع بعطلتهم الربيعية، لا لهدف مادي يكتسب، ولكن لأجر عند الله تعالى يحتسب. نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع، ويجزي عنا كل من أسهم في إنجاح هذا العمل العلمي النبيل، من منظمين ومشاركين وإعلاميين ومدعمين ومتتبعين، واسمحوا لنا أن نخص بالذكر السيد عامل إقليمتيزنيت، والسيد رئيس جهة سوس ماسة درعة، والسيد رئيس المجلس الإقليميلتيزنيت، والسيد رئيس المجلس البلدي لتيزنيت، والسيد الحاج إبراهيم بيشا، والسيد عبد الله مصدق، وأسرتي المحتفى بهما أسرة سيدي أحمد أوعمو التيزنيتي، وأسرة سيدي المحفوظ الأدوزي، كما نود أن نشكر السيد رئيس جامعة ابن زهر، والسيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير على دعمهما لهذه التظاهرة العلمية ماديا ومعنويا، والسيد العميد الأستاذ حسن بنحليمة على دعمه الدائم لأنشطة الجمعية، والسيد مدير دار الثقافة وموظفيها وأعوانها على ما يسروه لنا من ظروف جيدة أسهمت في نجاح هذه الندوة، ونختم بشكر الإعلاميين الذين واكبوا هذا النشاط العلمي منذ الإعلان عنه وإلى جلسته الختامية، والحضور الكريم من أبناء تيزنيت وسوس العالمة الذي تتبع أعمال الندوة بانتباه وتركيز طيلة جلساته، وأسهم في إثراء العروض العلمية بنقاش جاد سيكون له أثره في الصيغة النهائية التي ستكون عليها العروض المقدمة، ونرجو الله تعالى العون والمدد للتمكن عما قريب من طبعها ونشرها ليعم بها النفع، وتتحقق الأهداف النبيلة لهذا الملتقى العلمي الرباني. بارك الله في الجميع ورزقنا وإياكم محبته ورضاه، وأنالكم كل ما أنتم أهل له من الخيرات والبركات، وموعدنا إن شاء الله في السنة المقبلة مع الذكرى العشرين لتأسيس كل من جمعية أدوز للتنمية والتعاون، ومختبر البحث في التراث والأعلام والمصطلحات الذي ترجع جذوره إلى مجموعة البحث في التراث السوسي المؤسسة سنة 1993، وهي السنة نفسها التي تأسست في جمعية أدوز للتنمية والتعاون، ومنذ ذلك التاريخ والشراكة العلمية قائمة بينهما إلى اليوم، وإلى ما شاء الله من مستقبل الأعوام. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" حفظكم الله ورعاكم، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته. د.أحمد الهاشمي، باسم اللجنة المنظمة