ستشرع القاعات السينمائية الوطنية في عرض الفيلم المغربي “أكادير بومباي”، لمخرجته مريم بكير، ابتداء من يوم 21 دجنبر 2011. يحكي الفيلم، الفائز بجائزة أفضل دور ثاني في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، قصة إيمان، 14 سنة، تعيش بتارودانت، وتعشق بجنون الأفلام الهندية. شعورها بالملل يجعلها تحلم بالعيش في مدينة أكادير السياحية التي لا تبعد كثيرا عن مدينتها، بفضل جارتها ليلى، 25 سنة، التي تعيش بأكادير وتحل بتارودانت من وقت لآخر لزيارة والدتها، ستتمكن إيمان في النهاية... من الذهاب إلى مدينة أحلامها، لكن الحلم سيكون قصير المدى، إذ ستواجه عبر رحلتها واقع قاس وغير متوقع سيغير وجهة نظرها نحو العالم من حولها. قام بتشخيص أدوار الفيلم بالإضافة إلى إدريس الروخ وفاطمة تيحيحيت كل من الفنان عبد اللطيف عاطف ونفيسة بنشهيدة (جائزة ثاني أفضل دور بمهرجان طنجة) وعبد اللطيف شوقي ورشيدة أكورام. ما قالته وكالة المغرب العربي للأنباء حول الفيلم فيلم “أكادير بومباي” ... انتصار للحلم ضد وحشية الواقع لا يملك مشاهد فيلم “أكادير بومباي” باكورة الأفلام الطويلة لمريم بكير، إلا أن يذهل من الزاوية التي قاربت بها المخرجة موضوع “الدعارة” الذي قد يكون “مستهلكا” في رأي البعض، إذ أعادت تركيب هذه “التيمة” دراميا فانتصرت، بتوظيفها بذكاء لثنائية القبح والجمال، لحلم البراءة الذي كاد أن ينكسر أمام وحشية الوجه المظلم للحواضر. الانتصار للحلم، هو الهدف من إنجاز “أكادير بومباي”، ف”الحلم حق والانتصار له هوس إبداعي سكنني وما زال، تقول بكير، وقد يكون الواقع عائقا أمام هذا الحلم الممكن”. تعيش بطلة الفيلم “إيمان” (14 سنة) بتارودانت (المدينة العتيقة) وتعشق بجنون الأفلام الهندية (هنا لعبت المخرجة على انزياحات سينمائية محضة)، وشعورها بالملل يجعلها تحلم بمدينة أكادير السياحية التي لا تبعد عن تارودانت سوى ببضع كيلومترات، وبفضل جارتها الجميلة “ليلى” يتحقق الحلم وتذهب إلى أكادير، التي ستذهلها بعوالمها الليلية وسحرها الطبيعي، إلا أنها تستفيق من الحلم بعد محاولة اغتصاب، تنقذها منها “ليلى” التي أقحمتها في هذا العالم الذي انغمست فيه عنوة بدورها لينتهي الشريط بلقطة معبرة (ليلى = إيمان) في إحالة واضحة...للجميع الحق في الحلم ... وارتكنت المخرجة في رؤيتها الإخراجية على مستوى الشكل والتركيب الفني إلى تأثيث الفضاءات الدرامية بمجموعة من العناصر التي ساعدتها على إبراز ثنائية “القبح الجمال” وبالتالي تعميق مستوى الرؤية الفنية والجمالية (الفلكلور، المناظر الطبيعية ، طقوس تحضير الحلوى بتارودانت). تؤكد مريم بكير في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فعاليات الدورة ال`12 للمهرجان الوطني للفيلم، حيث يشارك فيلمها في مسابقته الرسمية، أن ثنائية “المدينة العتيقة لتارودانت مدينة أكادير ببهرجتها (رمز لكل الحواضر) حاضرة بقوة في الفيلم. ومن خلال هذه الثنائية، سلطت الضوء على ظواهر مجتمعية أخرى، تضيف بكير، فليس المهم هو التركيز على “الدعارة” ولكن المهم هو حمل المشاهد على تعرية ظواهر ما زالت تعشش في المجتمع ك`” الشيزوفرينية” (الفصامية) التي أضحت تهدد العلاقات الإنسانية، فشخصية “ليلى” التي تقطن بأكادير وتعود من وقت لآخر إلى مدينتها الأصلية، فتظهر وجها غير وجهها الحقيقي. تنتزع احترام الجميع ... علاقة قوية وحميمية مع الأم (أدت دورها الفنانة فاطمة تيحيحيت) ... في الأخير تخرق المخرجة أفق انتظار المشاهد ليكتشف الوجه الآخر للبطلة... ألم داخلي مميت... حبيب (جسده إدريس الروخ) يستغل نقطة ضعف الأنثى بوعدها بالزواج ... النهاية ... السجن . وهكذا يكون “أكادير بومباي” – في رأي بكير- محاولة لخلخلة الحدود الفاصلة بين الشخصية الحقيقية ل”الأنا” وبين القناع الذي تلبسه الشخصيات، و”الهدف ليس هو العلاج”، تؤكد المخرجة، “بل مواجهة هذه الذات والعالم الخارجي أو الآخر أيا كان (الأب، الأم، والمجتمع...) بالحب والحوار والعلاقات الدافئة ف”ليلى” هي المحور والشخصية الفاعلة في الزمكان أو تدور كل الشخصيات بفلكها “لحظة اغتصاب الطفلة ليلى تقابلها لحظة عرس بتارودانت بكل طقوسه الجميلة “الباب المسدود بين البطلة ليلى وحبيبها يتقابل مع العلاقة الدافئة بين شاب وشابة بتارودانت” بهرجة الأنوار بأكادير ...الأسوار العتيقة بتارودانت ... وينتصر الحلم بانتصار براءة “إيمان” ووأدها لرمز الاغتصاب بطعنه طعنة قاتلة وعودتها إلى تارودانت ليشتغل خيالها من جديد وتتغير نظرتها للمكان الذي طالما كرهته ... جزار الحي .. بائع البقدونيس والنعناع .. بائع الأقراص المدمجة للأفلام وعلاقتها بعائلتها خاصة شقيقتها .. لينتصر “أكادير بومباي” للحلم والبراءة ضد وحشية العالم الخارجي. ميريام بكير.. في سطور ولدت في فرنسا، وهي تنتمي للجيل الثاني من السينمائيين المغاربة. درست السينما في المعهد الحر للسينما بباريس. ، ثم شاركت في دورة تكوينية في مجال التصوير الفوتوغرافي في الولاياتالمتحدة، كما تتوفر على خبرة في العمل التلفزيزني في منطقة البحر الكاريبي. اكشفت مريم بكير في مهرجان السينما الوطنية بطنجة ضمن الجيل عيوش ، ولخماري، وأولادي السيد، وغيرهم. وقعت المخرجة الشابة أربعة أفلام قصيرة، من بينها “غدا” (1993)، و”سامية” (1998). قضت ثلاث سنوات من “التقاعد التقني” بين باريس وتارودانت، مسقط رأس والدها. وقد أهلها ذلك للغوص في المناطق الريفية في المغرب، ومن ثمة استلهمت سيناريو فيلمها الروائي الأول “أكادير بومباي”.