تيزنيت / محمد بوطعام //// قطعان من الأغنام والماعز تعد رؤوسها بالآلاف، تكتسح في دقائق معدودة هكتارات من المزروعات والمغروسات بدواوير جماعات إقليميتيزنيت وسيدي إفني، يكتشف السكان فاجعتهم بعد فوات الأوان فأصحاب القطعان يختارون أوقات الغفلة والنوم، كما تأتي القطعان على ما تجمع في ضفائر الماء من مياه الأمطار بهذه المناطق، وسرعان ما يتحول تلك المواقع إلى ساحات معارك وشجارات وتبادل القذف بالحجارة، بل إن الفريق المنهزم من الرعاة كثيرا ما يعودون ليلا إلى الدواوير للانتقام ممن أجلاهم عن أحواز الدواوير وحقولها.... ليست هذه حكايات من زمن "السيبة" التي عرفها المغرب قبل مرحلة الحماية بداية القرن العشرين، فهذه السيناريوهات كادت تكون يومية بمناطق مختلفة بتراب الجماعات القروية التي يعاني سكانها مما يصفونه باستباحة أراضيهم وحقولهم وفدادينهم من طرف رعاة رحَّل تُقِلُّهم شاحنات كبيرة ويقيم أصحابها خيم بأحواز الدواوير ويمكثون بها لأيام حول مراكز الماء، ولا يملك سكان المناطق إلا اللجوء إلى السلطات المحلية التي تبقى هي الأخرى بدون حول ولا قوة لدفع هؤلاء إلى مغادرة الربوع، فتتطور الأحداث إلى معارك تسيل فيها الدماء وتتدخل قوات الدرك وتحرر المحاضر، لكن النتيجة كل مرة لا تكون تعويض المتضررين ولا إجلاء الرعاة الرحل عن المنطقة بأكملها، وإنما ينتقل هؤلاء إلى موقع آخر ليتكرر نفس السيناريو والقصة. وآخر هذه الأحداث بإقليمتيزنيت بعد جولات بدواوير بوزرز وإكَرار وانعامر وتاملالت وسيدي بونوار ... كان مسرحها دواوير الجماعة القروية لأربعاء الساحل، فقد تفاجأت ساكنة دوار السهب بمنطقة بوزكَض تغطيها فلول قطيع من الغنم تجاوز عددها الألف رأس حسب مصادر من بين السكان، اكتسحت حقول مشروع فتي لغرس نبات الصبار (غرست هذه الحقول في إطار برنامج شراكة مع وزارة الفلاحة والسكان) أتت فيه على أربع هكتارات في ظرف ساعة ونصف، فترة زمنية لم تكن كافية لحضور السكان إلى عين المكان بعد إعلامهم من طرف آخرين، فكانت الصدمة قوية وبدأ الاحتجاج الكلامي الذي ووجه بالقذف بالحجارة من طرف الرعاة بالمقاليع وتراجع سكان الدوار وأخبروا السلطات المحلية التي حضرت بمعية فرقة من الدرك الملكي لتهدئة الوضع والتفاوض مع الرعاة للانسحاب من المنطقة، وفي اليوم الموالي حملت الأخبار من دوار بوزرز بنفس الجماعة نبأ اعتداء عناصر من نفس الرعاة على سيدة متقدمة في السن وجدت غنمهم في ملك لها وحاولت صرفها عنه فكان نصيبها ضربة بسكين نقلت على إثرها إلى المستشفى الإقليميبتيزنيت. وبجماعة الركَادة أفادت مصادر للأحداث المغربية عثور قائد قيادة أولاد جرار على شخص مقيد بحبل شل حركته واتهم هذا الأخير رعاة رحَّلا بتعذيبه لاحتجاجه على رعيهم في أملاكه بدوار سيدي عبد الله بالحاج بإغير مْلُّولْنْ. إلى ذلك كانت جماعات أخرى مسرحا لأحداث مماثلة في غضون الأشهر القليلة الماضية، وقعت فيها مواجهات أسفرت عن جرحى وخسائر في الممتلكات. وكان ذلك بجماعات بونعمان ورسموكة ووِجَّان وتاسريرت بإقليمتيزنيت، أما إقليم سيدي إفني فقد سجلت مواجهات مماثلة بكل من جماعة اثنين أيت الرخا وسيدي عبد الله أوبلعيد. وعلمت الأحداث المغربية من مصادر جمعوية أن فعاليات من الدواوير المتضررة بدأت تنسق مواقفها لاتخاذ تدابير وإجراءات تحمي ممتلكات الساكنة وتدفع الجهات المسؤولة لتحمل مسؤوليتها في تطبيق القانون في هذا المجال. يومية الأحداث المغربية //// محمد بوطعام