استغرب ذ.الحبيب شوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، موقف الانسحاب الذي اتخذته النائبة فوزية الأبيض عن الفريق الدستوري وانضم إليه على سبيل "التضامن" حزب شباط ولشكر –معارضة-، خلال جلسة مناقشة الميزانية الفرعية للوزارة لسنة 2014، من قبل لجنة العدل والتشريع المنعقدة أمس الثلاثاء 2013 بمقر مجلس النواب. وأكد في معرض رده على هذا الموقف، أن الحكومة ليست مسؤولة عن تبادل الانتقادات التي قد تحدث أحيانا بين نواب الأمة. وأوضح أن مهمة النيابة عن الأمة كانت تقتضي من المنسحبين احترام هذا الدور، والمكوث داخل الجلسة للاستماع لردود الوزير في إطار منحه حق الرد والدفاع عن نفسه، خصوصا وأن الجلسة دامت ما بين الرابعة عصرا والعاشرة مساءا، وشهدت في مجملها –في حق السيد الوزير- توجيه وابل من الاتهامات المغرضة التي لا سند لها إلا ادعاءات وأوهام وتهيؤات أصحابها. واعتبر ذلك مؤشرا على أزمة أخلاقية حادة يعيشها بعض السياسيين في بلادنا. كما اعتبر الانسحاب في حد ذاته دليلا على سقوط كل الاتهامات الموجه إليه. الحبيب الشوباني وَصف أيضا انسحاب المعارضة ب"الضربة القاضية"، والتي قال:"لم أكن أتصور أن تنهزم بها المعارضة، خاصة أن الذي يترافع لمدة زمنية طويلة، عند مساءلته الحكومة، المفروض فيه أن ينتظر جوابا لاستفساراته، والذي بذل مجهودا لكشف تهافت الحكومة، كان مفروضا أن يمكث لسماع تهافت تهافته، وأما أن يترافع، ثم يعلن انسحابه، فهذا – يقول الشوباني- دليل على أن صاحب المرافعة بدون قضية، وما تقدم به يظل بدون قيمة". وحذر الشوباني في نفس الإطار، من مغبة، تحول المعارضة إلى مجرد رعد لا يتبعه مطر، مشيرا إلى أن الرعد لا معنى له إذا لم يليه مطر، وقال:"نُريد معارضة ممطرة، وليس معارضة ترعد دون أن تُمطر"، وأضاف"إن منهج الانسحاب، منهج لا ينتج الثقة والمصداقية، إنه منهج مفلس يفتقد مقومات النجاعة والمصداقية". وكانت النائبة فوزية الأبيض عن الفريق الدستوري قد أعلنت انسحابها من الجلسة، بدعوى أن النائبة ماء العينين عن فريق العدالة والتنمية قد وصفت في مداخلتها داخل اللجنة، المعارضة بكونها تمارس البكائية والاسترزاق. النائبة وفي حملة احتجاج صاخبة داخل القاعة، لم تكتف بإعلان الانسحاب، فألقت كلمة في إطار نقطة نظام، ختمتها بقولها:"اللي ما عندو لجام يدير لفمو لجام"، وهو ما أثار غضب النائبة واستهجان العديد من الحاضرين.