والشمس مقبلة على الغروب مودعة واحد من الدواوير الذي قدر له أن يشتهر على متن بوابة وزارة الفلاحة باحتضانه واحد من أهم مشاريع مخطط المغرب الأخضروالذي تخوض المندوبية الإقليمية للقلاحة بتيزنيت تحدي كسب رهانه ،إذ نحن ندخله ضيفا مفاجئا بعد بضع عشرات الكيلومترات عن مركز تافراوت ،فاستقبلتنا المفاجأة غير السارة: أسر بدون ماء صالح للشرب وهي ،استفسرنا أسرة من بين هذه الأسر التي نزلنا ضيفا عندها، فأكدت أن ذلك ناتج عن إغلاق النقطة المائية لمشروع تزويد الدوار بالماء الصالح للشرب بسبب وقوع صراعات شخصية بين مسؤولين عن المشروع من داخل الدوار ذاق ويلها بشكل خاص الأسر التي لا تملك مصدرا مائيا آخر للتزود بالماء، الأسرة المتضررة أبرزت ان المشروع كان بتمويل من الدولة وبمساهمة السكان بحوالي 500 درهم للعداد الواحد لكن الأقدار شاءت أن تجمد هذه المبادرة التنموية إلى أجل غير مسمى . وعن سؤال ،لتيزبريس عن مدى القيام بشكايات لإثارة الموضوع لدى الجهات المسؤولة ، اكدت ذات الأسرة أن هذا الهم لا تشتركه إلا الأسر الفقيرة ، المعدودة على الأصابع، اما البقية فهي تمتلك مصادرها المائية الخاصة بها وهي غير مبالية بالمشكل ولولا لطف احد الجيران، تضيف الأسرة، لكانت المصيبة اكثر حيث قد نضطر قطع كيلومترات للتزود بالماء. وفي نفس السياق أشارت الأسرة أنها ساهمت باملاكها لفائدة مشروع التشجير السابق ذكره والذي يستهلك كميات ضخمة من مياه السقي في مقابل بذلها لمجهود كبير للإكتفاء بلترات معدودة من ما وفر لها من الماء. تيزبريس حاولت الإتصال باحد المسؤولين عن الشأن العام المحلي لكن هاتفه يرن بدون جواب . القضية ، إذن، تعود لتثير سؤال : إلى أي حد يتم تتبع المشاريع التنموية ، التي تساهم فيها الدولة أو تشرف عليها بشكل مباشر أو غير مباشر ، للوقوف على مدى تحقيقها للنتائج المنتظرة ؟ لعل ذلك يحد من هدر المال العام ومن عدم إعادة برمجتها على نفس المنوال، يؤكد احد المتتبعين للشأن المحلي بدائرة تافراوت. فهل تلقى صرخة الأسر المتضررة آذانا صاغية تضع حدا لمعاناتها ؟/ الحسين العوايد