يبدو أن الخيارات المطروحة أمام القذافي باتت قليلة، خاصة مع وصول الثوار إلى قلب طرابلس واحتفالهم في وسط الساحة الخضراء واعتقال نجله سيف الإسلام واستسلام نجله الأكبر محمد. ومع استمرار غموض مصيره حتى الآن، واختفاءه وعدم التمكن من تحديد مكانه بدقة، رغم إلقاءه لثلاث خطابات صويته مسجلة في أقل من 24 ساعة، فقد سرت شائعات عن توجهه للحدود مع الجزائر، بينما رجح البعض أنه قد يكون غادر إلى فنزويلا! وكانت قد سرت أنباء عن مفاوضات تجري بين ممثلين له وآخرين للمتمردين في جزيرة جربة التونسية. مفاوضات سرية نفى المجلس الانتقالي حصولها وقد تفضي إلى حل قريب حول مصير القذافي حسب بعض التسريبات. أحد الحلول قد يكون انتقال القذافي إلى منفى داخل الأراضي الليبية، ربما في بقعة من الصحراء، خصوصا أن الزعيم لطالما أصر على البقاء في بلده.لكن، في حال فشل المفاوضات، خيارات أصعب تبقى أمام القذافي، منها توقيفه ومحاكمته في تهم جرائم ضد الإنسانية، بعد مذكرة التوقيف الدولية التي صدرت بحقه في السابع والعشرين من حزيران/يونيو الماضي. أمر رفض الإتحاد الأفريقي التعاون من أجل تحقيقه. فهل يهرب إذن القذافي إلى منفى خارجي؟ دول عديدة قد تستقبله منها أوغندا، أريتريا، جنوب أفريقيا، السنغال، أو حتى فنزويلا وكوبا، لكن العارفين بالقذافي يستبعدون هذا الاحتمال. ويبقى الخيار الأخير لإنهاء الأزمة الليبية.. مقتل معمّر القذافي، لكنّ اغتياله خصوصا إذا ما تمّ على يد قوات الحلف الأطلسي، على الأرجح سيحوّل الزعيم الذي قضى في حكم ليبيا أكثر من أربعة عقود إلى شهيد. يذكر، أن وزير الداخلية الليبي، عبد الفتاح يونس العبيدي، الذي استقال من منصبه وانضم للثوار، قد أكد في تصريحات سابقة، إلى أن الزعيم الليبي، معمر القذافي، لن يستسلم وأنه "إما سينتحر أو يتم اغتياله